أشاد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، أمس الخميس، في بغداد، بالأعمال التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس الشريف، المنبثقة عن لجنة القدس، التي يترأسها جلالة الملك محمد السادس، لحماية المدينة المقدسة. وقال الرئيس الفلسطيني، في افتتاح أشغال القمة العربية 23، "نرحب بالأعمال التي تقوم بها وكالة بيت مال القدس من أجل حماية المدينة المقدسة". كما أبرز أن القدس تتعرض اليوم وأكثر من أي وقت مضى لأعمال تهويد تهدف تشويه طابعها المتعدد الديانات، داعيا البلدان العربية إلى دعم المقدسيين في صمودهم. وقال إنه يجب تعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي وجعل هذه المدينة قضية مركزية لدى البلدان العربية. كما ذكر الرئيس عباس بقرارات القمم العربية القاضية برصد 500 مليون دولار لدعم القدس، داعيا إلى إيجاد حالة تواصل دائم مع القدس، التي ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي. وكان مجلس الجامعة العربية ال137، المنعقد في 10 مارس الجاري على مستوى وزراء الشؤون الخارجية، أشاد بالعمليات، التي تشرف عليها وكالة بيت مال القدس، خاصة عمليات الترميم التي تشمل المساجد والمباني التاريخية. كما نوه وزراء الخارجية العرب بتمويل الوكالة لمشاريع تهم قطاعات الإسكان والصحة والثقافة والشؤون الاجتماعية والشباب والرياضة، والمحافظة على التراث. ودعا مجلس الجامعة العربية الدول والمنظمات العربية والإسلامية والصناديق العربية ومنظمات المجتمع المدني إلى تمويل وتنفيذ مشاريع تنموية في القدس خاصة في قطاعات التعليم والصحة والشباب والإسكان لدعم الوجود العربي فيها. يذكر أن وكالة بيت مال القدس الشريف، التي أحدثت بمبادرة من جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، تهدف لتعبئة الموارد المادية اللازمة للدفاع عن الحقوق الثابتة للفلسطينيين في مدينة القدس الشريف، باعتبارها عاصمة للدولة الفلسطينية، إلى جانب الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي وتراثها الحضاري والديني والثقافي والمعماري. وأنجزت الوكالة، التي يمولها المغرب بنسبة 80 في المائة، خلال 2011 مشاريع فاقت قيمتها 5,5 ملايين دولار، تهم أساسا الأنشطة الثقافية والرياضية (3,6 ملايين دولار)، والصحة (1,63 مليون دولار)، والتربية (320 ألف دولار). وتصل قيمة الاستثمارات المرتقبة لإنجاز مشاريع بالمدينة المقدسة في السنة الجارية بثلاثين مليون دولار.