خرج الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، عن صمته ورفع وتيرة السباق نحو الكتابة الأولى للحزب، خلفا لعبد الواحد الراضي، بإعلانه ترشحه للمنصب، الذي تتنافس حوله أسماء اتحادية من العيار الثقيل. وسبق ل"المغربية" أن أشارت، استنادا إلى مصادر مطلعة من داخل الاتحاد الاشتراكي، إلى رغبة المالكي في الترشح لقيادة سفينة الحزب إلى جانب أسماء أخرى، بعد أن خانه الحظ خلال المؤتمر الوطني الثامن، الذي تنافس فيه مع الراضي وفتح الله ولعلو قبل أن تحسم "المعركة" لفائدة الراضي. وحاولت "المغربية" الاتصال بالمالكي، صباح أمس الثلاثاء، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب، بعد أن كشف في حوار نشرته جريدة "الاتحاد الاشتراكي" الناطقة بلسان الحزب، أمس الثلاثاء، أن ترشيحه "مساهمة في إغناء النقاش، ومساهمة في إعادة الاعتبار للفكر وللأسس الثقافية للعمل السياسي". وأكد المالكي، في الحوار نفسه، أنه سيطرح أرضية للمساهمة في توضيح الرؤية، مضيفا "نحن في حاجة إلى الجميع انطلاقا من توفير الشروط لحوار عميق وجدي حتى لا نفوت مرة أخرى الفرصة على حزبنا بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني المقبل". وتعتبر هذه "الخرجة الإعلامية" بمثابة إعلان رسمي من المالكي عن نيته قيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة، وهي خطوة ستدفع باقي الأسماء الطامحة إلى هذا المنصب إلى الخروج عن صمتها في "خرجات إعلامية" مماثلة، كإدريس لشكر، وعبد الهادي خيرات، وأحمد رضا الشامي. وكشفت مصادر مطلعة، ل"المغربية"، بخصوص باقي الأسماء الاتحادية الوازنة، أن الكاتب الأول الحالي، عبد الواحد الراضي، سيتنحى من السباق لولاية ثانية، لأنه التزم خلال انتخابه في المؤتمر الثامن، بأن يكتفي بولاية واحدة، إضافة إلى فتح الله ولعلو، الذي لم يعلن لحد الآن نيته الترشح لهذا المنصب بعد أن جرب حظه في المؤتمر الثامن للحزب، وحصل على الرتبة الثانية، وكان المرشح الأوفر حظا، قبل أن يتفوق عليه الراضي بعدد قليل من الأصوات. وأوضحت المصادر أن المنافسة ستقتصر على الأسماء المذكورة، التي تتداول بقوة في أوساط الحزب وتنظيماته الموازية والتي بدأت تتحرك بقوة وبشكل لافت للحصول على دعم قيادات وقواعد الحزب لقيادة الاتحاد الاشتراكي في مرحلة المعارضة. وأبرزت المصادر الاتحادية أن المجلس الوطني، الذي تقرر عقده في 24 أبريل المقبل سيخصص جزءا من جدول أعماله لتحديد تاريخ المؤتمر الوطني التاسع، الذي يأتي بعد خروج الحزب إلى المعارضة والإعداد له ماديا ومعنويا، إضافة إلى تحديد تاريخ ملائم. وسيكون الحزب مطالبا خلال المؤتمر المقبل بتجديد النخب داخل المكتب السياسي، من خلال اقتراح آلية بديلة تحافظ على الاستمرارية بالنظر إلى الجيل الجديد من القياديين، الذي تشكل داخل الحزب خلال هذه الفترة، إضافة إلى البحث في كيفية استعادته لدوره الريادي في المشهد السياسي، من موقع المعارضة.