فقدت الساحة الفنية المغربية الفنان عزيز العلوي، الذي توفي أول أمس الخميس بإحدى مصحات الرباط. من تشييع جنازة الفنان الراحل عزيز العلوي (كرتوش) وكان الراحل العلوي محبوبا في الوسط الفني، وينعته الجميع ب "ولي الله" لدماثة أخلاقه، وحسن معاملته للجميع، وكرمه، وإنسانيتهما جعل الفنانين يحجون إلى مدينة الرباط منذ تلقيهم خبر وفاته، حرصا على حضور تشييع جنازته، بعد صلاة ظهر أمس الجمعة، في مقبرة الشهداء بالرباط. وحضر جنازة الراحل حشد كبير من الوجوه الفنية والثقافية، وعبد الله باها، وزير الدولة، فيما غاب وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي، الذي يوجد في مهمة بطانطان. قبل عشرة أيام، تعرض، الفنان الراحل لأزمة قلبية مفاجئة بمدينة مكناس، حين كان يساعد زملاءه في الاستعداد لتنظيم المهرجان الأول للفيلم التلفزيوني بمكناس، ونقل على إثرها إلى مصحة بالرباط، وأجريت له عملية جراحية في القلب، قيل إنها كللت بالنجاح، لكن القدر لم يمهله طويلا، فدخل في غيبوبة، وفارق الحياة بعد ظهر أول أمس الخميس. وقال المسرحي المغربي محمود بلحسن، رفيق درب الفنان عزيز العلوي، في تصريح ل"المغربية"، إن "الراحل ولي الله، نموذج للعطاء والكرم، يعطي لمن حوله درسا كبيرا في الإنسانية، وحين تكون معه، سواء على الخشبة، أو بلاتو التصوير، تحس بالأمان والطمأنينة". وأضاف بلحسن أنه مهما قال في حق عزيز العلوي، خريج مدرسة عباس إبراهيم بالمسرح الوطني محمد الخامس، فإنه لن يستطيع أن يفيه حقه، وتمنى له الرحمة، وأن تشمل الرعاية أسرته بعد وفاته. واعتبر بلحسن أنه بوفاة عزيز العلوي "تطرح من جديد وضعية الفنانين الهشة، التي تتطلب التدخل العاجل، خاصة أن الراحل كان المعيل الوحيد لأسرته الصغيرة المكونة من زوجته وابنيه، (رشيد 16 سنة)، وسلمى (12 سنة) ولوالدته". أما المخرج هشام جباري، الذي رافق الممثل الراحل منذ سنة 2007، في أعمال فنية عديدة ضمنها سيتكوم "دار الورثة"، فقال ل"المغربية" عن الراحل، إنه كان بمثابة "دينامو العمل، صديق صدوق، لا يشتكي، ولا يتأفف، ولا يشترط، ومهني إلى أقصى الحدود"، مضيفا أنه كان "محبوبا من طرف الجميع، وما الجموع الغفيرة في جنازته إلا دليل على ذلك، وما الزيارات المتكررة للفنانين وغير الفنانين، وهو في المستشفى، إلا تأكيد على نبل وإنسانية الراحل". أما الممثل محمد الجم، الذي رافق الراحل في أعمال فنية، ضمنها "سير حتى تجي"، و"العام طويل"، و"جيني كود"، وأشركه في أعماله المسرحية العديدة، فلم يخف تأثره العميق بفقدان ممثل كان يرى في الجم "أباه الروحي" في مجال التمثيل المسرحي بوجه خاص. وقال الجم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "الفقيد تميز بأخلاق مهنية عالية وطيبوبة فطرية، خولته انتزاع حب واحترام جمهوره وزملائه في الميدان".