أفادت مصادر"المغربية" أن الشرطة القضائية لأمن أنفا في الدارالبيضاء، استمعت، صباح أمس الاثنين، لثلاث طبيبات، يشتغلن في مصلحة جراحة وتوليد النساء بالجناح "D" للتوليد، بشأن شكاية ضدهن من قبل زوج، يتهمهن ب"الإهمال واللامبالاة المؤدية إلى وفاة جنين زوجته". وقال محمد الراقي، الزوج المشتكي، في تصريح ل"المغربية"، إنه يطالب الجهات المعنية بتسريع وتيرة "تحديد المسؤولية في إهمال الحالة الصحية للزوجة، والتراخي في إحاطتها بالعناية اللازمة، ما تسبب في وفاة الجنين". وأفاد الراقي أن جثة الوليد ما زالت في مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى، حيث ينتظر خضوعها للفحوصات اللازمة، لكشف حقيقة ظروف توليد زوجته، وملابسات وفاة الجنين، بينما ما تزال الزوجة، سميرة حبيب (37 سنة)، ترقد في الجناح 9، لتلقي علاجات طبية عن بعض الالتهابات. وأورد الراقي مجموعة من التفاصيل في شكايته إلى وكيل الملك لدى المحكمة الجنحية الابتدائية في الدارالبيضاء، من أبرزها، أنه بتاريخ 26 فبراير الماضي، حوالي السادسة والنصف مساء، دخلت زوجته مصلحة الولادة ابن رشد، إلا أنها "لقيت معاملة سيئة ولامبالاة من طرف المشرفين على توليدها، ومزقوا رحمها وتسببوا في وفاة جنينها بسبب الإهمال"، وأن "الزوجة لم تخضع لعملية جراحية حتى الساعة 8 من صباح يوم 27 فبراير الماضي، بعد تلقيها السب والشتم وضغوط نفسية من طرف المشتكى بهن". وفسر الزوج الإهمال ب"تأخر الطبيبات المشتكى بهن في اللجوء إلى العملية القيصرية لتوليد زوجته، سيما أنها مصابة بالسكري، إلا أنه طلب منها مغادرة المستشفى، في 24 فبراير الماضي، إلى حين موعد ولادتها، لعدم وجود مكان شاغر لها في المستشفى". من جهته، قال رئيس جناح توليد وجراحة النساء D، الذي يشرف على عمل الطبيبات المشتكى بهن، في تصريح ل"المغربية"، إن "الزوجة دخلت المستشفى يوم 26 فبراير الماضي، في الساعة 7 مساء، إذ كانت تعمل الطبيبات المشتكى بهن في فترة الحراسة، وفحصنها وتبين لهن أن موعد ولادة الحامل لم يحل بعد، لغياب المخاض وانغلاق الرحم". وبين المسؤول ذاته أن "الطبيبات طلبن من الحامل العودة إلى بيتها إلى حين حلول موعد ولادتها، بالنظر إلى الضغط الممارس على المستشفى"، مضيفا أن "الحامل عادت صباح يوم 27 فبراير، في الساعة 8 و36 دقيقة، وكانت المرأة برحم مفتوح وتنتابها أوجاع المخاض". وبرر الاختصاصي ظروف عدم لجوء الطبيبات إلى العملية القيصرية ب"اكتشاف الطبيبات غياب دقات القلب لدى الجنين، وفي مثل هذه الظروف، لا تخضع الحامل للعملية، وإنما لتوليد بطريقة عادية"، مبينا أنه لم يجر اللجوء إلى العملية القيصرية إلا عند الساعة 9 صباحا، حين شرعت الحامل تنزف، لتعرضها لتمزق في الرحم، فقررت الطبيبات توليدها قيصريا لوجود خطر محتمل على صحتها". وفسر الطبيب المسؤول استمرار استشفاء الزوجة في المستشفى ب"حاجتها إلى مزيد من العناية الطبية، لتعرضها لالتهاب في الرحم بسبب إصابتها بالسكري، وتحتاج إلى أخذ أدوية بطريقة خاصة، وليست عن طريق الفم".