عقدت لجنة متابعة إعداد الميثاق الوطني حول "الأطفال ووسائل الإعلام"٬ أول أمس الأربعاء، بالرباط٬ اجتماعا لمتابعة إعداد أرضية هذا الميثاق من قبل الفاعلين المعنيين بالطفولة وفاعلي وسائل الإعلام. ويتوخى مشروع الميثاق٬ الذي يندرج إنجازه في إطار التعاون بين المغرب وصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف)٬ أساسا٬ إرساء إطار ثقافي وأخلاقي يحتكم إليه النشاط الإعلامي المهني في معالجته لقضايا الطفولة وتناوله للطفل كموضوع إعلامي وإشهاري٬ وكذا تشجيع الوسائط الإعلامية على تكريس إشاعة ثقافة حقوق الطفل والاهتمام بقضاياه٬ بما يحفظ حياة الطفل ويصون كرامته ويحقق نماءه. كما تروم الوثيقة٬ التي تستند إلى عدد من المرجعيات الوطنية والدولية٬ توسيع مجال التعبير أمام الطفل في المنابر الإعلامية٬ بما يحقق توازن مشاركة جميع فئات المجتمع ومساهمتهم بشكل ديمقراطي في كل حوار أو نقاش وطني. ويقوم مشروع الميثاق على مبدأ الاحترام الفعلي لحقوق الطفل الكاملة المنصوص عليها في الاتفاقيات والمواثيق والإعلانات والخطط الدولية والإقليمية والوطنية٬ وعلى الاعتبار المسؤول لخصوصية الطفل، من حيث جنسه، وسنه، وعرقه، وانتماؤه الفئوي، ووضعه، وكل ما يحقق احترام شخصه كإنسان ومواطن. كما يقوم على مبدأ الاحترام الفعلي والتطبيق السليم لقواعد أخلاقيات مهنة الإعلام كما هو متعارف عليها دوليا ووطنيا في ما يتعلق بموضوع الطفل والطفولة٬ خاصة ما يتعلق باحترام وحماية المصادر وتوازن المادة الإعلامية وتوظيف الصورة واستعمال اللغة. وينص مشروع الميثاق٬ إلى جانب التزامات عامة٬ على التزامات مجالية خاصة في المجال الإعلام، سواء السمعي البصري، أو الصحافة المكتوبة والإلكترونية، أو الإشهار والصورة الصحافية٬ أو التعامل مع المصادر الصحافية والمقابلة الصحافية في ما يتعلق بموضوع الطفل. واعتبر المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل، دنيال المصطفى٬ خلال الاجتماع٬ الميثاق الوطني، حول الأطفال ووسائل الإعلام، لبنة تنضاف للتراكمات المهمة التي حققها المغرب في مجال حقوق الطفل. كما أشاد بالدور المهم، الذي أداه الإعلام في إبراز قضايا الطفل وتوجيه الاهتمام إليها٬ مشيرا٬ بالمقابل٬ إلى أنه "قد يحدث أن يسيء الصحافي دون قصد لكرامة الطفل وأسرته خلال معالجته لظاهرة ما تتعلق بالطفولة". وشدد المدير التنفيذي للمرصد، كذلك، على ضرورة إعطاء هذا الميثاق صبغة مؤسساتية تعكسها مختلف التشريعات الصادرة عن البرلمان٬ خاصة في ظل الإيجابيات التي جاء بها الدستور الجديد٬ مبرزا أهمية مشاركة الطفل نفسه في بلورة هذا الميثاق. وسجل، أيضا، أهمية إدراج البروتوكول الثالث الملحق باتفاقية حقوق الطفل، التي وقع عليه المغرب٬ أخيرا٬ ضمن مرجعيات الميثاق٬ معتبرا إياه "أحسن تفعيل لاتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل٬ لأنه يعطي للطفل وسيلة الدفاع عن نفسه". من جهته٬ أوضح خبير التواصل والإعلام بفرع منظمة اليونيسيف بالمغرب، أنيس ماغري٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن اجتماع اليوم يأتي لمتابعة تفعيل توصية تضمنها التقرير الأول حول "الطفل في الصحافة المكتوبة بالمغرب" الذي أنجز في 2008/2009، إذ اقترح الصحافيون وضع ميثاق لأسس تعامل الصحافي مع الطفل لدى تناوله كمادة إعلامية. وبعد الانتهاء من إعداد الأرضية الأولى للميثاق٬ سيجري في مرحلة لاحقة٬ حسب ماغري٬ عقد لقاءات مع فاعلي المجال الإعلامي٬ سواء الصحافيون أو النقابات أو فدرالية ناشري الصحف أو في مجال السمعي البصري والصحافة الإلكترونية والإشهار٬ لإقرار صيغة نهائية للميثاق بطريقة تشاركية. كما أشار إلى أنه سيجري العمل مع مؤسسات التكوين الصحافي التابعة للدولة والخواص، لإدراج مبادئ هذا الميثاق في منظومة تكوين الصحافيين، كي يلموا بخصوصيات التناول الإعلامي لقضايا الطفل. حضر الاجتماع، بالخصوص، ممثلو المرصد الوطني لحقوق الطفل، وزارة التربية الوطنية، ووزارة الشباب والرياضة، والمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، ومنظمة اليونيسيف، والبرلمان بغرفتيه، وأعضاء سابقون في برلمان الطفل.