بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة الراحل بوبكر القادري، الذي وافته المنية، مساء يوم الجمعة، بأحد مستشفيات الرباط، عن سن 97 عاما. وقال جلالة الملك في هذه البرقية، "لقد تأثرنا بالغ التأثر حين علمنا، بعميق الحزن والأسى، بوفاة المشمول بعفو الله تعالى، الوطني الغيور، العلامة المرحوم بوبكر القادري، تلقاه الله في عداد الصالحين من عباده، والمقربين من أوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وأعرب جلالة الملك، لأفراد أسرة المجاهد العلامة الراحل بوبكر القادري، ولأهلهم وذويهم، وكذا لرفاقه في الجهاد الوطني، وخاصة أسرته السياسية، متمثلة في حزب الاستقلال، الذي كان من مؤسسيه وقادته الماهدين، وأركانه العتيدة، وحكمائه المحنكين، ولكافة مريديه ومحبيه، عن أحر تعازيه وأصدق مواساته، وخالص دعائه لأفراد أسرة الفقيد بجميل الصبر وحسن العزاء، وللفقيد الكبير بالمغفرة والرضوان، والمقام في فسيح الجنان. وأبرز جلالة الملك، أن الفقيد الكبير، رحمه الله، كان من الرعيل الأول من رواد الحركة الوطنية، الذين شاركوا بتفان وإخلاص، في مختلف أطوارها، والذين هيأتهم الأقدار، ليكونوا في طليعة المجاهدين والمناضلين في سبيل استرجاع حرية المغرب وسيادته، وإرساء أسس الدولة المغربية الحديثة، حيث كان من الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، في تلاحم متين وولاء مكين وعمل وطني مخلص، "بقيادة جدنا جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، قدس الله روحه، ورفيقه في الكفاح والدنا المنعم، جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه". وأضاف جلالة الملك في هذه البرقية، أن الفقيد كان، أيضا، من رواد المربين والأساتذة المصلحين، المتميزين بالمواقف الثابتة والسلوك القويم، والعطاء السخي، في ولاء راسخ للعرش العلوي المجيد، وغيرة صادقة على ثوابت الأمة ومقدساتها، ومشاركة واسعة وفعالة في العديد المؤسسات والهيآت الوطنية، متفانيا في خدمة القضايا المصيرية لبلده، بكل إيمان وإخلاص، مخلفا آثارا قيمة من تأليفه عن الحركة الوطنية ورجالها، مدافعا عن الهوية المغربية الأصيلة، والقضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية، وفي طليعتها القضية الفلسطينية العادلة. ومما جاء في البرقية، أيضا، "ولا يعوض المغرب في فقدان الراحل الكبير، إلا صالح أعماله، وجليل خدماته، وكريم خصاله، التي تعد نموذجا يحتذى في التشبث بمقدسات المغرب وثوابته، والغيرة الوطنية الصادقة، والعمل التربوي الهادف، والاجتهاد الفكري المتنور، والالتزام السياسي النبيل. جعله الله مع الذين أنعم عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وجزاه الله عن أمته ووطنه خير الجزاء، وبوأه من الجنة حيث يشاء، ونعم أجر العاملين". وأضاف جلالة الملك، في هذه البرقية، "وبقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، فإننا نشاطركم أحزانكم في وفاة هذا المجاهد الكبير، التي لا تعد رزءا فادحا لأسرتكم الموقرة وحدها، بل ولجلالتنا وللمغرب، أيضا، لما يحظى به لدينا من تقدير وإكبار، باعتباره أحد رموز الحركة الوطنية، ومعلمة شامخة ستظل خالدة في السجل الذهبي لتاريخ المغرب، مؤكدين لكم صادق تعاطفنا، وموصول رعايتنا السامية".