تبث قنوات التلفزيون الوطنية ثلاثة برامج في الأسبوع حول استفحال الجريمة بالمغرب، هي "أخطر المجرمين" على "دوزيم"، و"مسرح الجريمة" على "ميدي 1 تي في"، و"مداولة" على الأولى. وتحظى هذه البرامج بشرف إعادة البث أكثر من مرة. وإذا كان للبرنامج الأخير، "مداولة"، بُعد تحسيسي وتوعوي، فإن البرنامجين الأولين لا هدف منهما سوى الإثارة والتشويق، اللذين يجعلان ضمنيا، في بعض الحلقات، من المجرم بطلا في عين المراهقين، وقد يصل الأمر إلى حد تقليده من طرفهم. في المقابل، لا تبث القنوات المذكورة أي برنامج حول تزايد عدد ضحايا حوادث السير في البلاد، سوى تلك الوصلات الإشهارية، التي تشرف عليها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، والتي لا تخلو، بدورها، من مشاهد تحضر فيها الدماء، تماما كما هو الشأن في "مسرح الجريمة" و"أخطر المجرمين". وفي غالب الأحيان، تكتفي القناتان، "الأولى" و"الثانية"، بتقديم نشرة إخبارية حول ضحايا حوادث السير، التي تشهدها طرقنا الوطنية، معززة بأرقام وصور الضحايا، في منظر يثير الخوف والرعب في النفوس. لا يختلف اثنان حول أن حوادث السير، من جهة، واستفحال الجريمة، من جهة أخرى، يخلفان مآسي عائلية واجتماعية لا تعد ولا تحصى، وتسيء إلى السمعة السياحية للبلد في الخارج، إلا أن الطرق "الدموية"، التي يعالج بها التلفزيون المغربي هاتين الظاهرتين، لا تزيد هذه الصورة إلا قتامة وغموضا، في حين ما أحوجنا في إلى التوعية بأهمية احترام قانون السير لتفادي الحوادث المميتة .