استطاعت تحقيق الكثير من طموحها الفني، لكنها لا تعتبر نفسها حققت كل ما يجول في خاطرها. تميزت بأداء الأدوار الجديدة البعيدة عن التقليد، كما تميزت بأدائها الكوميدي المقنع والدرامي المؤثر ويبدو أن الجمع بين المتناقضين (الكوميدي والدرامي) لا يقتصر على عملها الفني فقط، بل حياتها العادية فهي تحمل بداخلها ثنائية متناقضة كونها هادئة ورقيقة من جهة، ومزاجية انعزالية من جهة أخرى، لذلك فهي حريصة على الابتعاد عن تكوين العلاقات الاجتماعية والصداقات الكثيرة خشية التقصير في إعطاء الصداقة حقها. تحرص على انتقاء أدوارها بعناية فائقة، وتسعى جاهدة إلى إضفاء الحيوية والحركة على الشخصية، التي تقوم بأدائها، ولا ترفض الأدوار التي تجد فيها نفسها، سواء كانت كبيرة أم صغيرة. عن جديدها، وتجربتها الفنية المتنوعة، تفتح نجاة خير الله قلبها لقراء المغربية في هذا الحوار الفني. ما هو جديدك الفني؟ أستعد، حاليا، لتصوير دوري في عملين دوليين، يصوران بورزازات، منتصف شهر مارس المقبل، كما أستعد للمشاركة في مسلسل مغربي جديد لفائدة قناة ميدي 1 تي في، رفقة العديد من الوجوه الفنية المغربية، إضافة إلى بعض الأعمال السينمائية التي مازلت لم أحسم بعد في قرار المشاركة فيها. هل لك أن تحديثينا عن دورك في المسلسل الجديد؟ لا أستطيع الحديث عن أي شيء، طالما أن موعد التصوير لم يحدد بعد، وكل ما أستطيع قوله هو أنه دراما اجتماعية تتكون من 30 حلقة. بعد مشاركتك في السينما المصرية بفيلم "الوعد"، شاركت في الدراما الخليجية "كريمة"، كيف تجدين نفسك في هذا الميدان؟ لكل تجربة فنية إيجابياتها وسلبياتها، ورغم أنني تعرضت لبعض الاستفزازات، في الإمارات، خلال تصوير مسلسل "كريمة"، من قبيل تغيير دوري من أميرة إلى خادمة، إضافة إلى ظروف التصوير القاسية التي تساعد العديد من المشاركين في المسلسل من إبراز موهبهم إلا أن التجربة تيقى مفيدة و"كاع اللي دازت على الراس مزيانة". ورغم أنني تعرضت، أيضا، لموجة من العنف الإعلامي اللاموضعي، خلال مشاركتي في فيلم "الوعد"، إلا أن السينما منحتني حرية جميلة، حرية البحث المتجدد في المساحة الإبداعية الأرحب، التي ساهمت في تأصيل النظرة الداخلية لدي، إنها تجربة فتحت لي بابا واسعا نحو الانطلاق صوب أفق فني، ولكن رغم ذلك، أجد أن المسؤولية أكبر، وهذا ما يضعني أمام تحديات كبيرة، وإن شاء الله أستطيع تحقيق هذه الأمنيات التي تتوالد من رحم هذه التحديات. هل لك شروط معينة لقبول الأعمال التي تعرض عليك أم أنك تقبلين بأي دور؟ بالطبع، لا أقبل أي دور قبل قراءته، وأثناء القراءة أسأل نفسي هل سيضيف لي هذا العمل شيئا؟ وهل أستطيع أداءه كما هو مرسوم في السيناريو؟ وكيف سأحوله إلى شخصية حقيقية؟ وهل سيترك صدى لدى المتفرج؟ بعد هذه المناقشة الذاتية، أقرر قبول العمل أو رفضه، علما أنني من محبي الأعمال المركبة المفعمة بالحيوية، فهذه الأعمال تغريني، وفي المقابل أكره النمطية في أداء الأدوار، وإن حدث ذلك أحاول قدر الإمكان الخروج منها والتجديد فيها، بحيث تصبح قريبة مني. أحاول البحث عن التفاصيل الصغيرة، كي أبرزها في الشخصية، إضافة لذلك فأنا أحب الأدوار الصغيرة، وأستمتع بها كثيرا، وعند قراءتي للدور أقرأ ما بين السطور وأستنبط تفاصيل الشخصية، وأتخيلها قبل أن أبدأ تصوريها وتجسيدها في العمل، وأعمل جاهدة على إغنائها بالإضافة إليها، كي تكون قريبة مني، فأنا لا أرفض الأدوار التي أجد فيها نفسي، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. هل يحق لك الإضافة دون الرجوع إلى المخرج؟ بالطبع لا، إذ لا يمكن أن يحدث ذلك إلا بعد مناقشة الأمر مع المخرج، فالعمل الفني الناجح هو العمل المبني على الحوار، وأعتقد أن أي مخرج مبدع يؤمن بالحوار، لا يتضايق من أي إضافة قد تغني الشخصية. ما هي حدود العلاقة بينك وبين المخرج ؟ لا أنكر بأنه يجب احترام رؤية المخرج، ولكن أنا من سيجسد الشخصية، وأنا من سيشعر بها وليس المخرج، فأنا لست آلة. فبقدر ما يكون هناك صدق في أداء الشخصية، يكون الفنان مقنعا ويصل أداؤه إلى الجمهور، وفي النهاية فإن المخرجين المحترفين لا يفرضون آراءاهم بعنف على الممثل حول الشخصية، فهناك تفاصيل مهمة يراها الممثل، ولا يراها المخرج. بدأت حياتك الفنية بالمسرح ومع ذلك لم تستمري فيه؟ لماذا هذا الابتعاد؟ لم أبتعد عن المسرح، ولدي رغبة شديدة في العودة إلى الخشبة، لكنني مازلت أبحث عن نص جيد وشخصية متميزة، خاصة أنني لم أحقق طموحي في العمل الدرامي، لأنني لم أجد بعد دورا مهما يميز مسيرتي الفنية. فالعمل في المسرح يحتاج إلى الإخلاص وأنا أعتبره عملا مقدسا، لذلك أحرص كل الحرص على دراسة كل خطوات الشخصية، التي أجسدها كي تكون قادرة على تفجير طاقاتي الكامنة إضافة إلى وجود المخرج الجيد، والكادر المنسجم والمتناغم. هل تعتبرين نفسك محظوظة، أم أن موهبتك هي التي ضمنت لك مكانا متميزا في الساحة الفنية ؟ الموهبة هي الأساس، وهي الفعل الفاعل في تحقيق كل ما أنجزته، والحظ لا حضور له في الأعمال، التي تتطلب الجهد والمثابرة. ألم يلعب جمالك دورا في نجاحك؟ ربما يكون الأمر كذلك، ولكن الجمال وحده لا يكفي للنجاح، وإذا كان الجمال هو الأساس، فإن كل امرأة جميلة هي فنانة ناجحة.