واصلت ميليشيات البوليساريو، أول أمس الأحد، قمع الصحراويين المنتفضين ضد قيادة عبد العزيز المراكشي، المرابطين في مخيم على الطريق المؤدية إلى مقر القيادة في الرابوني. أمتعة مخيم الثورة المصادرة (خاص) وتوصلت "المغربية" ببيان صادر عن منتدى مؤيدي الحكم الذاتي في تندوف، يندد بسياسة القمع من طرف البوليساريو في وجه مطالب الصحراويين العادلة بتمكينهم من حقوقهم الإنسانية داخل المخيمات، وفي مقدمتها حرية التعبير، والتظاهر، والتنقل. وتضمن بيان المنتدى ملحقا يشتمل على صور خاصة لشاحنة عسكرية تابعة لقوة مايسمى ب"درك جبهة البوليساريو"، التي شاركت في عملية تفكيك مخيم شباب الثورة الصحراوي. وحسب البيان، جرى تصوير الشاحنة من داخل مستودع ل"الدرك" ، وتظهر الشاحنة محملة بما صادرته قوات التدخل أثناء تفكيك المخيم، من خيم ومعدات ولافتات وأفرشة وأغطية. وذكر بيان المنتدى أن عناصر الميليشيات، التي هاجمت المخيم، لم يتسن لها إخفاء وإتلاف بقايا المخيم المصادرة بسبب "انشغال القيادة بتبعات تفكيك المخيم، من غليان شعبي واحتقان، ما زالت شرارته مشتعلة". وأضاف البيان أن "قيادة الجبهة تتخبط، وتسعى، في محاولات فاشلة، لتدارك الموقف وتهدئة الغاضبين"، موضحا أن أوامر صارمة وجهت إلى ما يسمى "قيادة الدرك" بضرورة الاحتفاظ بمعدات المخيم المصادرة، لاستعمالها في التفاوض مع الشباب، وإرجاعها لهم في حال قبولهم وقف مظاهراتهم ضد قيادة البوليساريو. من جهة أخرى، تضمنت صور، توصلت بها "المغربية"، آثارا لمحو الشعارات، التي كتبت على الطريق المؤدية إلى مقر قيادة البوليساريو، والتي تطالب محمد عبد العزيز بالرحيل. وسبق ل "المغربية" أن نشرتها، مرفوقة بمقال في الموضوع، الأسبوع الماضي. وهو الشعار الذي خطته أيادي الشباب الثائر ضد احتكار عبد العزيز المراكشي للسلطة، الأمر الذي اعتبرته القيادة الديكتاتورية خطا أحمر، فسارعت إلى تفكيك المخيم واعتقال بعض الشباب. من جهة أخرى، اختتمت، الأسبوع الماضي، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الأيام التشاورية، التي نظمتها أطياف المعارضة الصحراوية، تحت شعار"الأيام التشاورية للمعارضة الصحراوية من أجل حاضر ومستقبل أفضل". وسعى المعارضون لقيادة محمد عبد العزيز إلى إيجاد آلية مناسبة لتوحيد جهودهم، قصد تشكيل هيئة، يأمل المشاركون أن تكون بديلا لقيادة البوليساريو الحالية، التي يتهمونها بالفساد، وبأنها لم تجلب للصحراويين سوى المآسي طيلة أربعة عقود. وشارك في هذه الأيام التشاورية ممثلون عن أغلب الأطياف الصحراوية المعارضة لقيادة البوليساريو، وكان لافتا حجم حضور المعارضين من داخل مخيمات تندوف، في الجنوب الجزائري، الذين نقلوا صورة عن مدى الاحتقان السائد في المخيمات، خاصة بعد النتائج المخيبة للآمال، التي تمخض عنها مؤتمر للبوليساريو، والتي رأى فيها المشاركون تكريسا لتجاهل إرادة الصحراويين الداعية للإصلاح ، وتأكيدا لتصميم القيادة على التمسك بالسلطة بأي ثمن. وفي ختام أشغال الأيام التشاورية للمعارضة الصحراوية، اتفق المشاركون على توسيع قاعدة المشاركة، وشكلت هيئة تنسيقية ضمت كل الأطياف المشاركة، عهد إليها بإعداد برنامج عمل، ووضع تصور لآليات العمل، لعرضها على كل الفئات الصحراوية، من خلال آلية تحددها هذه التنسيقية.