تستعد مدينة مراكش لاستقبال أسماء نجوم لامعين في مجالات كرة القدم والفن والمال والأعمال، فضلا عن أمراء ومشاهير عالميين، لا يجري الإفصاح عن أسمائهم، لأن زياراتهم تتسم بالخصوصية ويواكب التوافد المكثف والمميز لهذه الشخصيات المعروفة اتخاذ السلطات إجراءات أمنية خاصة لتأمين حضورهم في أفضل الظروف. وشرعت مختلف مطاعم وفنادق مدينة مراكش، بمختلف أصنافها ودرجاتها، قبل أيام من حلول السنة الميلادية الجديدة، في اتخاذ الترتيبات التنظيمية لاستقبال ضيوفها وزبنائها، لإمتاعهم ببرامج لسهرات فنية احتفالا بليلة رأس السنة، من خلال عروض استثنائية لإرضاء زبائن هذه الليلة، الذين اختاروا الاحتفال في الفنادق والمطاعم والملاهي الليلية. وجددت العديد من المطاعم والمقاهي والملاهي الليلية في حي جيليز، وسط مراكش، واجهاتها ومداخلها بشجيرات أعياد الميلاد، و"بابا نويل"، وزينتها بمصابيح ملونة، كما عرضت قائمة أثمان الأطباق المختارة، مع أسماء منشطي الحفلات، بينما لجأ العديد من الفنادق المصنفة إلى استدراج الزبناء للحجز المسبق للإقامة بأثمان مناسبة، وقضاء ليلة رأس السنة حول موائد وأطباق شهية، والاستمتاع بفقرات السهرات الغنائية والرقص الشرقي والغربي. وحدد ثمن الليلة الواحدة بين ألف وألفين درهم لحفل عشاء، تتخلله فقرات غنائية متنوعة. وتختلف طرق ووسائل احتفال المراكشيين بحلول السنة، باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، وتبقى الإمكانيات المالية المحدد الرئيسي للوجهة المقصودة، بينما يقتصر الشباب، ممن لا قدرة مالية لهم، على النبيذ الأحمر في "الدرب" والحومة، وغالبا ما يجدون أنفسهم يستقبلون السنة الجديدة في مخافر الشرطة. يقول زهير ( 32 سنة)، نادل بإحدى الحانات الشعبية بحي جيليز، المعروف بالحي الأوروبي، إن مختلف الحانات الشعبية تعيش خلال الاحتفال بليلة رأس السنة أوضاعا استثنائية، مع توافد العشرات من الزبناء من الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، والعديد من الشباب، الباحثين عن متنفس "لإفراغ مكبوتاتهم". ويتوقع مهنيو السياحة بالمدينة أن يتجاوز عدد الوافدين على مراكش مع نهاية السنة مليون سائح، بنسبة ملء بحوالي 50 في المائة، مقارنة مع السنة الماضية. وحسب بعض المهتمين بالشأن السياحي، فإن الوحدات الفندقية بمراكش وضعت أثمنة خاصة لاحتفالات رأس السنة، تتراوح بين 500 و10 آلاف درهم للفرد الواحد لحضور الحفل والعشاء، والأمر نفسه بالنسبة لمجموعة من الرياضات وضيعات الضيافة، التي وضعت برامج ترفيهية خاصة، مثل التعاقد مع فنانين مغاربة وعرب وأجانب، لإحياء سهرات رأس السنة الميلادية. وتعرف المتاجر الكبرى رواجا كبيرا، بفضل العروض المخفضة في كل المواد، التي تعرضها بمناسبة نهاية السنة، كما تشهد محلات بيع الحلوى والشوكولاطة والورود وألعاب الأطفال والهدايا توافد السياح الأجانب والمغاربة على اقتنائها، لتبادلها في ليلة رأس السنة، بينما يرتفع إيقاع النشاط التجاري في مختلف المحلات التجارية، إذ تشهد متاجر الألبسة والمجوهرات إقبالا كثيفا، بعدما عمدت إلى جلب أشياء مميزة خصيصا لهذه المناسبة، مما يصلح أن يقدم هدايا رأس السنة الميلادية. وتعرف محلات بيع الساعات والمجوهرات والنظارات انتعاشة كبيرة خاصة في المركبات التجارية الكبرى والفضاءات المعروفة بالمدينة. أما الشباب العاطلون من الطبقات الفقيرة، فيلجأون إلى مزاولة بعض المهن المؤقتة، لمساعدتهم على تدبر متطلبات العيش، مثل العمل في بيع الحلويات والورود أو تقمص لباس "بابا نويل" لالتقاط المارة، خاصة الأطفال والشباب، صورا رفقتهم.. وقالت مصادر مطلعة، ل"المغربية"، إن مقر ولاية أمن مراكش يعرف اجتماعات متتالية للمسؤولين الأمنيين لتدارس الخطة الأمنية بالمدينة، استعدادا لاحتفالات رأس السنة، في الوقت الذي أصدرت قيادات الدرك الملكي والمديرية العامة للأمن الوطني والقوات المساعدة مذكرات أمنية وبرقيات مديرية، لشأن الإجراءات والتدابير الأمنية الواجب اتخاذها خلال الأيام القليلة المقبلة، وتنصيب مراكز قيادة موحدة داخل المصالح المركزية، تتكون من ممثلين عن السلطات المحلية والدرك والأمن الوطني والقوات المساعدة، والوقاية المدنية، لتجميع المعلومات وتنسيق الجهود الأمنية والتنظيمية، والتدخل السريع لحل المشاكل في الوقت المناسب.