تتواصل بمدينة مراكش فعاليات المهرجان الدولي للفيلم، في دورته الحادية عشرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وحظي فيلم "عمر قتلني"، لمخرجه الفرنسي من أصل مغربي، رشدي زم، الذي عرض مساء أول أمس الأحد، على الشاشة الكبرى للمهرجان، بتعاطف كبير من طرف الجمهور وعشاق الفن السابع، مع البستاني المغربي، عمر الرداد، الذي حوكم في جريمة قتل مشبوهة بفرنسا، قبل سنوات. ويتناول الفيلم، الذي يلعب فيه دور البطولة الممثل الفرنسي ذو الأصل التونسي، سامي بوعجيلة، إلى جانب ممثلين آخرين، لهم بصمتهم على الساحة الفنية الفرنسية، قضية البستاني عمر الرداد، الذي اتهمه القضاء الفرنسي قبل عشرين عاما، بقتل ثرية فرنسية، كان يشتغل عندها بستانيا، بعدما عثرت عليها الشرطة جثة في منزلها، واكتشاف عبارة "عمر قتلني" مكتوبة بدماء الضحية على الجدار بجانب الجثة، وكانت هذه العبارة كافية لإدانة عمر الرداد. وأنتج الفيلم من طرف رشيد بوشارب، الجزائري الأصل، وهو مخرج الفيلم الشهير "الأهالي"، الذي كان من بطولة رشدي زم، وسامي بوعجيلة، وجمال الدبوز، وسامي نصري، وتطرق إلى موضوع المحاربين المغاربيين والأفارقة ضمن الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية. وانفجرت قضية الرداد في بداية التسعينيات، بعد اتهامه في قضية مقتل غيزلين مارشال، وأدين بعشرين سنة سجنا، بناء على حيثيات لم تقنع لا دفاعه ولا جزءا كبيرا من الرأي العام الفرنسي، فيما ظل هو يردد أنه بريء. وقادت الضجة الإعلامية التي أثارتها القضية، إلى إصدار عفو رئاسي عن البستاني المغربي، من طرف الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ليستعيد الرداد حريته بعد سبع سنوات وراء القضبان، إلا أنه ظل متهما في نظر القضاء الفرنسي، وهو ما حاول دحضه منذ 1991. إدانة الرداد لعبت فيها عبارة "عمر قتلني"، التي عثر عليها المحققون مكتوبة في مسرح الجريمة، وفيها خطأ نحوي، ونسبت إلى الضحية غيزلين مارشال، وكانت وراء توجيه تهمة القتل إلى العامل المغربي، الذي اعتقل يومين بعد وقوع الجريمة، رغم الخطأ النحوي، الذي لم يكن بالإمكان أن تقع فيه امرأة متعلمة، من مستوى غيزلين مارشال. وقال رشدي زم إنه حقق حلما في هذا العمل، وحاول أن يكون موضوعيا في الفيلم. وأضاف رشدي، في تصريح ل "المغربية"، أن إيمانه ببراءة عمر هو ما دفعه إلى إنجاز الفيلم، معتمدا في ذلك الاحتكاك بمصادر مختلفة، كان أبرزها ما كتب حول رجل يحاول منذ 20 سنة أن يثبت براءته أمام القضاء الفرنسي. ولم يخف المخرج المغربي تعاطفه مع مواطنه عمر الرداد، قائلا "عندما تعمقت في البحث في تفاصيل القضية، لمست عناصر مهمة، كان من شأنها المساعدة في تبرئة عمر الرداد".