رحبت عدة شخصيات إسبانية وكاتالانية بأجواء الهدوء والشفافية، التي ميزت الانتخابات التشريعية المغربية ل25 نونبر، مؤكدين أن حسن سير هذا الاقتراع يمثل انتصارا لمسلسل الإصلاحات الديمقراطية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس. ففي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب غذاء مناقشة نظم ببرشلونة يوم الثلاثاء المنصرم، من طرف مؤسسة طنجة، تحت عنوان "السيناريو الجديد للعلاقات الأورو-مغربية في سياق الأزمة الاقتصادية بأوروبا"، حيى رئيس المنطقة المستقلة لكاتالونيا، أرتور ماس، الشعب المغربي لنجاح هذه العملية الانتخابية، مشيرا إلى أن هذا الاقتراع يمثل "مرحلة مهمة" في مسلسل الدمقرطة، الذي انخرطت فيه المملكة منذ عدة سنوات. ولاحظ أن المغرب "رفع بنجاح التحدي، من خلال تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة وفقا لمعايير الديمقراطية"، مضيفا أن الشعب المغربي عبر عن خياراته بكل حرية. وبعد أن ذكر بالأهمية التي توليها كاتالونيا لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع المغرب، أكد ماس رغبة حكومته في العمل مع الحكومة المغربية المقبلة من أجل إعطاء دفعة جديدة للتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية وتعزيز التفاهم والصداقة بين الطرفين. من جهته، أبرز خافيير سولانا، الممثل الأعلى السابق لسياسة الأمن والشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، والأمين العام السابق لحلف الأطلسي، أجواء "الهدوء والشفافية" التي جرت فيها الانتخابات التشريعية ل25 نونبر، مضيفا أن نجاح هذا الاقتراع جاء ليثبت أن مسلسل الإصلاحات التي يقودها جلالة الملك محمد السادس "أتى أكله". وأشار سولانا إلى أن حسن سير هذه الانتخابات يثبت، أيضا، "مصداقية" مسلسل الإصلاحات السياسية، التي جرى إطلاقها بقيادة جلالة الملك، مشيدا المناسبة بنفسها بالدور المهم، الذي يضطلع به المغرب ك"فاعل لا محيد عنه"، من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة الأورومتوسطية. وفي السياق نفسه، أشادت روسا كاناداس، رئيسة مؤسسة طنجة، وهو منتدى للنقاش والتفكير يهدف إلى تعزيز التعارف بين كاتالونيا والمغرب، بالهدوء والشفافية اللذين طبعا الانتخابات التشريعية، مشيرة إلى أن هذا الاقتراع الذي مكن الناخبين من التعبير ب"حرية" عن خيارهم جرى في "ظروف نزيهة". وأضافت أن انتخابات 25 نونبر تمثل مرحلة مهمة في مسلسل الإصلاحات السياسية، التي انخرط فيها المغرب، موضحة أن هذا الاقتراع يدعم المغرب في خياراته الديمقراطية، ويعد ببداية لمرحلة جديدة في الحياة السياسية للمغرب. كما أشارت إلى الأهمية التي توليها كاتالونيا وإسبانيا لتمتين علاقاتهما مع المغرب في كل المجالات، مضيفة أن مشاركة شخصيات مرموقة في هذا اللقاء يؤكد أهمية الدور "المحوري"، الذي يقوم به المغرب على الساحة الأورومتوسطية. ومن بين الشخصيات البارزة التي شاركت في النقاشات، هناك أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، ورئيس مؤسسة أنا ليند، وعمر عزيمان، مستشار جلالة الملك، ويوسف العمراني، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، وخوسي بيكي، وأنا بالاسيو، وزيران سابقان للشؤون الخارجية بإسبانيا، وجوزيب بوريل، رئيس البرلمان الأوروبي سابقا، والرئيس السابق لكاتالونيا. وحسب روسا كاناداس، فإن لقاء برشلونة استعرض واقع العلاقات بين المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، وآفاق التعاون بين البلدين في إطار السياق الجديد، الذي يتسم بعودة الحزب الشعبي للسلطة بمدريد، وانتصار حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية. وأشارت إلى أن وصول اليمين مجددا إلى الحكم في إسبانيا لن يكون له تأثير سلبي على العلاقات الثنائية، موضحة أن المغرب يبقى شريكا "استراتيجيا وأساسيا"، بغض النظر عن الحزب الذي يقود الحكومة. من جهته، قال يوسف العمراني إن النقاشات همت آفاق العلاقات الأورو-مغربية، في إطار سياق إقليمي جديد تطبعه الأزمة الاقتصادية في أوروبا، وتنظيم الانتخابات بالمغرب. وقال إن أهمية العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط، جرت الإشارة إليها من طرف مجموع المتدخلين في هذا النقاش، موضحا أن المملكة تعدا "شريكا نموذجيا" لأوروبا و"مثالا في مجال الإصلاحات الديمقراطية وإرساء دولة القانون" في المنطقة الأورومتوسطية. وبعد أن استعرض مناخ الحرية والشفافية، الذي ميز الانتخابات التشريعية، أشار العمراني إلى أن هذا الاقتراع مثل مرحلة جديدة في مسار توطيد المسلسل الديمقراطي بالمملكة. وأضاف أن المغرب بصدد إرساء نموذج للحكامة المتجددة في جنوب المتوسط، مبرزا أن المناخ الإقليمي الجديد، ونجاح الانتخابات التشريعة المغربية، يتطلبان العمل لتعزيز العلاقات بين إسبانيا والاتحاد الأوروبي والمغرب. تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة طنجة، التي أنشئت من طرف روسا كاناداس المزدادة في طنجة، والموجود مقرها ببرشلونة، تضم شخصيات بارزة مغربية وإسبانية، مثل أندري أزولاي، وعمر عزيمان، وجوزيب بوريل.