بات حزب الاتحاد الاشتراكي قريبا للاصطفاف في المعارضة، إذ علمت "المغربية" أن معظم أعضاء المكتب السياسي للحزب يتبنون قرار الخروج إلى المعارضة، من أجل "بناء البيت الداخلي للحزب" و"لأن المواطنين المغاربة يستحقون معارضة أفضل". وقال مصدر إن "القرار النهائي لم يتخذ بعد، لكن لتوجه العام، هو الاصطفاف في المعارضة، والجهة الوحيدة المخول لها اتخاذ القرار، هو المجلس الوطني للحزب". وقال قيادي في الحزب، ل"المغربية" إن "أي موقف موحد لم يتبلور بعد بخصوص التحالف مع العدالة والتنمية"، موضحا أن "هذا القرار يعود للمجلس الوطني"، وأضاف أن الحزب عقد، بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، اجتماعات لتقييمها، دون اتخاذ أي موقف بخصوص إمكانية انضمام الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة أو الانتقال إلى صف المعارضة. وقال"سنتخذ الموقف الرسمي مباشرة بعد تعيين رئيس الحكومة المقبلة". وأعلن عدد من قياديي العدالة والتنمية، بمن فيهم الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، أن أحزاب الكتلة الديمقراطية، المشكلة من الاستقلال، والتقدم والاشتراكية، والاتحاد الاشتراكي، هي التي ستكون لها الأولوية في السعي إلى تشكيل تحالف حكومي. وكان خالد الناصري، القيادي في التقدم والاشتراكية، أحد أحزاب الكتلة، قال ل"المغربية" إن "مسألة التحالف مع العدالة والتنمية لم تحسم بعد، على اعتبار أن كل حزب من الكتلة سيرجع إلى مؤسساته لمناقشة هذا الأمر. وفقد الاتحاد الاشتراكي أهم قلاعه الانتخابية على المستوى الوطني، وهي مدينة الدارالبيضاء، التي توجد بها 11 دائرة انتخابية، هي أنفا، وعين السبع الحي المحمدي، والفداء، ومرس السلطان، والحي الحسني، وعين الشق وسيدي البرنوصي، وبنمسيك، ومولاي رشيد، والنواصر، ومديونة، إذ لم يتمكن "حزب القوات الشعبية" من الفوز في انتخابات 25 نونبر ولو بمقعد واحد في إحدى دوائر جهة الدارالبيضاء. وقال مصدر حزبي من الاتحاد إن "النتيجة السلبية لحزب الاتحاد الاشتراكي في البيضاء ترجع أساسا إلى الخيار غير الصائب لوكلاء اللوائح في الجهة". وأضاف أن البرلماني الوحيد، في إشارة إلى مصطفى الإبراهيمي، الفائز في الانتخابات التشريعية السابقة، رفض الترشح مرة أخرى، ما ساهم في نكسة الاتحاد بالدارالبيضاء. واعتبر المصدر نفسه أن "الاختيارات لم تكن في المستوى المطلوب، ولا تتماشى وانتظارات المواطنين، وهذا الأمر لا ينطبق على الدارالبيضاء وحدها، بل على العديد من المدن الكبرى". وحمل المصدر ذاته، عدم الحصول على أي مقعد في أكبر مدينة بالمغرب إلى القيادة الحزبية، التي قال إنها لم تقدم أي مشروع لتجاوز أزمة الانتخابات الجماعية، مضيفا أن"الحزب ارتكب مجموعة من الأخطاء، ما انعكس سلبا على حضوره في المدن الكبرى". للإشارة فإن الانتخابات الجماعية السابقة لم تفرز سوى عضوين بمجلس مدينة الدارالبيضاء، هما كمال الديساوي، ومصطفى الإبراهيمي.