تدارست ورشة عمل نظمتها المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، يوم الثلاثاء المنصرم، بالرباط، إمكانية تعميم نظام المعلومات الأوروبي المتعلق بحرائق الغابات (إيفيس) على دول بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هي المغرب والجزائر وتونس ولبنان وسوريا وتركيا. ويهدف تعميم هذا النظام، الذي أنشأه المركز المشترك للأبحاث والمديرية العامة للبيئة التابعة للمفوضية الأوروبية على بلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إلى تجميع المعطيات وتبادل الخبرات، في أفق إعادة التوازن للأنظمة الإيكولوجية للغابات وتحقيق تدبير مستديم للموارد الطبيعية، مع الأخذ بعين الاعتبار الهشاشة البنيوية للغابات الأورومتوسطية. وأكد الكاتب العام للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد الرحيم هومي، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الورشة، التي تنظم بتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، والوكالة الألمانية للتعاون التقني، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، ستنكب على تبادل المعطيات والمعلومات بخصوص حرائق الغابات من أجل تدبير أفضل لهذه الظاهرة، التي تتهدد الغابات بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن الورشة تشكل أيضا مناسبة لتكريس إرادة دول ومؤسسات المنطقة في تعميق التعاون الإقليمي في مجال الوقاية ومكافحة حرائق الغابات. وذكر هومي أن إشكالية حرائق الغابات، التي تعرفها دول البحر الأبيض المتوسط، ستشهد، وفقا لعمليات التشخيص العلمي للسيناريوهات المناخية، ارتفاعا سواء على مستوى الحدة والتردد والمساحات التي تجتاحها الحرائق أو على مستوى فترة الذروة، وهو ما يتطلب انخراطا مشتركا من أجل تدبير مستديم للأنظمة الإيكولوجية الغابوية. من جانبه، أكد تيلمان هيربيرغ، مدير الوكالة الألمانية للتعاون التقني أهمية هذه الورشة، باعتبارها فرصة "لتعزيز أكثر للتعاون الوطيد وطويل الأمد الذي يربطنا بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر". وقال هيربيرغ إن الوكالة الألمانية للتعاون التقني، التي تتقاسم الانشغالات إزاء الآثار المحتملة للتغيرات المناخية على ظروف عيش الساكنة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، تضع المحافظة والتدبير المستديم للغابات ضمن أولويات عملها ومشاريعها. وتتوزع أشغال هذه الورشة التي تعرف مشاركة خبراء مغاربة ودوليين، على محورين يتعلقان بتقديم نظام (إيفيس) وقاعدة البيانات المرتبطة به، وعرض وضعية حرائق الغابات بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وكذا أنظمة ومناهج تجميع المعلومات المرتبطة بها على مستوى دول المنطقة. وحسب وثيقة للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وزعت على الصحافيين بالمناسبة، فإن نظام (إيفيس) سيمكن من دعم نظام التدبير التوقعي لحرائق الغابات، الذي يعتمده المغرب بتعاون مع منظمة (فاو) والذي يعتمد بالأساس على خرائط المخاطر الديناميكية، التي تعتبر نموذجا عمليا للتكيف مع التغيرات المناخية. وتزود هذه الخرائط المندوبية بمعطيات آنية حول درجة الخطورة والإجراءات المتعلقة بالرصد والمراقبة، وتموقع فرق التدخل وإصدار التحذيرات المبكرة للتدخل بالسرعة اللازمة لإخماد الحرائق. وتجدر الإشارة إلى أن تحسين آليات تدبير مكافحة الحرائق بتعاون مع مختلف الشركاء في المراقبة والكشف والتدخل، مكن من تسجيل انخفاض في معدل المساحات التي مستها النيران، حيث انخفضت من 9 هكتارات لكل حريق ما بين 1996 و2006، إلى ما بين 7 و6 هكتارات خلال السنوات الأربع الأخيرة.