أشرفت مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، ظهر يوم السبت الماضي، على عملية إعادة تشخيص جريمة القتل، التي راحت ضحيتها طبيبة الأسنان دليلة السرغيني، يوم الخميس 13 أكتوبر الجاري، بحي بوبانة بطنجة. المتهم يبكي خلال تشخيصه أطوار جريمته (خاص) وأعاد المتهم، سفيان الوداري (26 سنة)، الذي كان يشتغل بستانيا بتجزئة النسيم، قبل أن تتوسط له الضحية ويشتغل سائقا لدى أحد معارفها. سيناريو الواقعة بدأها بطرق باب مسكن الضحية، التي طلت عليه من الشرفة بعدما تأكدت من هويته، ومجرد أن فتحت (دليلة) باب الفيلا في وجهه (سفيان)، باغتها بضربات قاتلة بواسطة سكين حاد على الظهر، وعند مقاومتها له، ضربها على وجهها، ثم حاول خنقها بذراعه، وبعد ذلك ضرب رأسها عدة مرات على الحائط، ثم أكمل جريمته بلف حبل لأحد الإطارات على عنقها، وعلق الجثة في اللولب الداخلي للفيلا، فقام بسرقة حاسوب محمول، وهاتفين محمولين، وساعة يدوية، ومفتاح السيارة، ومبلغ مالي قدره (200 درهم) كان في الحقيبة اليدوية للضحية. لعب دور الحمض النووي دورا حاسما في وصول الشرطة إلى مقترف الجريمة، إذ تعذر على المحققين الاهتداء إلى الفاعل الحقيقي، طيلة أسبوع من التحريات والاستماع إلى كافة الأطراف، التي حتمت الجريمة الاستماع إليهم. المتهم الذي دلت التحريات أنه كان يعمل سابقا لدى أسرة الضحية بستانيا، ويتحدر من ضواحي مدينة سيدي قاسم، عاد بعد يوم من فعلته إلى التجزئة السكنية، وسأل أحد الحراس عن الطبيبة، فقال له الحارس إنها قتلت وأنه لحد الساعة لا يعرف من القاتل، فزعم البستاني أنه يعرف أحد عناصر الشرطة في الدائرة الثالثة، وأنه سيذهب للدائرة للإدلاء بشهادته لفائدة الضحية، وفعلا ذهب إلى هناك، لكن عناصر الشرطة شكت في أمره، وعرضته للتحليل الحمضي، وهو الإجراء ذاته الذي قامت به الشرطة، أيضا، مع العديد من الأشخاص في إطار عملها، للوصول إلى الفاعل الحقيقي للجريمة، وبعد أسبوع جاء التحليل من المعمل الجنائي للمديرية العامة للأمن الوطني بالرباط، التي جاءت نتيجتها إيجابية بالنسبة للخدوش والجلود الصغيرة، التي وجدت على أظافر الضحية، وعند مواجهته بهذا الدليل، اعترف بالجريمة، وقال إنه كان ينوي السرقة والقتل. ومن المنتظر أن يحال المشتبه به على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بطنجة، بعد استكمال التحقيق بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والسرقة، ومحاولة إتلاف الأدلة، وإتلاف أشياء متحصل عليها من جناية. وتعود وقائع الجريمة، التي هزت مدينة البوغاز إلى صبيحة يوم الخميس ما قبل الماضي، حين جرى العثور على جثة الضحية (دليلة السرغيني)، البالغة من العمر 47 سنة، وأم لابنين، بعدما تغيبت عن عيادتها صباح اليوم ذاته، ما دفع زوجها للاتصال بها، فظل هاتفها المحمول يرن دون مجيب، ما جعل الزوج يلتحق بالبيت ليفاجأ بوجود آثار دماء قرب باب (الفيلا)، ثم يكتشف وجود جثة الزوجة وهي مضرجة بالدماء.