أبرزت مجموعة التفكير البريطانية "أوكسفورد بيزنس غروب"، يوم الاثنين المنصرم، أهمية التحولات التي يشهدها قطاع الاتصالات بالمغرب، مشيرة إلى أن هذا القطاع الذي أضحى تنافسيا أكثر فأكثر يتيح فرصا تجارية حقيقية. وأوضحت المجموعة في تحليل لها، توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، أن القطاع يشهد تنافسية متزايدة، الأمر الذي يبعث على ارتياح منظمي القطاع والمستهلكين، الذين "سيستفيدون من انخفاض التعريفات وتحسن الخدمات المقدمة". وأضافت أنه "ينبغي على العروض المبتكرة المقترحة من قبل الفاعلين مساعدة هؤلاء على الحفاظ على نتائجهم الصافية، وكذا التكيف مع التغيرات في سوق صعبة وتشهد تنافسية متنامية، ولكنها تتيح فرصا تجارية حقيقية"، مشيرة إلى أن الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات شجعت، أخيرا، الشركات الكبرى للهاتف المحمول في المغرب على توسيع نطاق تغطية شبكاتها وتنويع عروضها من الخدمات في سوق بلغت مرحلة النضج. وأشار المصدر إلى أن الاستخدام المتزايد للهواتف المحمولة وانخفاض الأسعار راجعان إلى حد كبير إلى النضج المتزايد لسوق الاتصالات في المغرب، الأمر الذي يدفع الشركات لإظهار مزيد من الابتكار للحفاظ على نموها، مضيفا أن تزايد حدة المنافسة كان له تأثير ملحوظ على حصيلة الشركات. وأبرزت مجموعة التفكير البريطانية أن مجموعة اتصالات المغرب حققت في النصف الأول من عام 2011، رقم أعمال بلغ 15,32 مليار درهم، مسجلة بذلك انخفاضا طفيفا مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، رغم الزيادة الملحوظة (زائد 16,5 في المائة) في عدد الزبناء، الذي يتجاوز اليوم 27,5 مليون زبون، مضيفة أن أرباح الشركة انخفضت بنسبة 10,3 في المائة كمعدل سنوي، لتصل إلى 3,99 ملايير درهم. ولاحظت أن الشركة تتوقع انخفاضا في الإيرادات في سنة 2011، بسبب قرارها بخفض أسعارها في الفصل الثاني لمواجهة المنافسة المتزايدة. وأبرزت مجموعة أكسفورد أن المنافسة المتزايدة التي تواجهها الشركة في السوق المحلية، كانت تقابلها إلى حد ما زيادة قدرها 4,8 في المائة من رقم معاملاتها في الأسواق المجاورة، والمتمثلة في البنين والغابون ومالي وموريتانيا، حيث أن الزيادة في عدد الزبائن، كانت بوتيرة أسرع وسجلت ارتفاعا بنسبة 47 في المائة مقارنة مع الأرقام المسجلة في يونيو 2010، ب8,7 ملايين مستخدم. ومع بلوغ السوق المغربية مرحلة النضج، تسعى الشركة إلى زيادة حصة رقم معاملاتها المحقق من قبل فروعها الخارجية، والتي انتقلت من 17,7 في المائة في عام 2010 لتصل إلى 30 في المائة. وأشارت المجموعة البريطانية إلى أن المنافسة المتزايدة في السوق تشجع أيضا الشركات المغربية الأخرى من أجل العمل على توسيع نطاق تغطية شبكتها وتقديم عروض أكثر ابتكارا، حيث تقدم على سبيل المثال دقائق مجانية للمشتركين وغيرها من العروض للزبناء الذين يستخدمون الهاتف المحمول مسبق الدفع ودون اشتراك، والذي مازال يهيمن على السوق بشكل كبير، مضيفة أن ميديتل، الفاعل الثاني في قطاع الهواتف المحمولة في المغرب، كانت أعلنت في ماي الماضي أنها قامت بتوسيع نطاق تغطيتها في مجال الهاتف من الجيل الثالث (3 جي) إلى 27 بلدية جديدة ومنطقة قروية في الأشهر الأخيرة. وأضافت أنه في شهر يونيو الماضي، أطلقت الشركة خدمة جديدة مسبقة الدفع (ميديتيل جاهز ميكس)، خاصة بالشباب، والتي تشمل دقائق ورسائل نصية قصيرة مجانية، فضلا عن ولوج غير محدود من الجيل الثالث (3 جي)، مشيرة إلى أن شركة إنوي، خدمة الهاتف المحمول ل"وانا"، أطلقت أيضا في ماي الماضي عرضا بدون اشتراك تحت اسم (زين). وأشارت إلى أن شركة "وانا" تحتل المرتبة الثالثة في هذا القطاع رغم النمو السريع والزيادة الكبيرة في حصصها بالسوق، خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، مما يشير إلى مستوى المنافسة المتزايدة باستمرار.