أثارت قضية محاربة التلوث والفيضانات نقاشا واسعا، خلال لقاء نظمته شركة "ليدك"، المكلفة بتدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل والإنارة العمومية في الدارالبيضاء، مع وسائل الإعلام الوطنية، يومي الجمعة والسبت الماضيين، في مدينة مراكش. وقال مسؤلو الشركة إن "هناك مجهودا كبيرا لمحاربة التلوث في مناطق عدة، كإنجاز محطة لتصفية المياه العادمة في إقليم مديونة، مزودة بآخر تكنولوجيات الأغشية لمعالجة المياه العادمة، وإعادة استعمالها في السقي، إضافة إلى الشروع في دراسة وإعطاء عروض الأثمان الأولى لإنجاز قنوات الالتقاط وتحويل المياه العادمة للقناة البحرية في سيدي مومن". وتصنف "ليدك" هذه المشاريع في إطار محاربة التلوث في المنطقة الشرقية للدارالبيضاء، الموجودة بين الميناء ومدينة المحمدية. ويهدف المشروع إلى التقاط مقذوفات المياه العادمة ومعالجتها بشكل أولي، وقذفها عبر قناة بحرية، على شاكلة نظام محاربة التلوث الساحل الغربي، الذي يتولى التقاط المياه العادمة وتمريرها عبر الحاجز الحديدي للعزل بمنطقة العنق. وأضاف مسؤولو الشركة، أن الأمر لا يتعلق بهاذين المشروعين، فقط، وأن هناك، أيضا، مشروع إنشاء محطتين للضخ (بون بلوندان، وأوبها)، لتأمين تصريف المياه العادمة للمنصورية، وإعطاء الانطلاقة، خلال هذه السنة، لإنجاز محطتين في منطقة الهراويين. وعاد مسؤولو شركة "ليدك" للحديث عن فيضانات الدارالبيضاء، ليلة 29 و30 نونبر الماضي، مؤكدين أن مستوى الأمطار خلال هذه الليلة لم يسبق أن سجل في المغرب، إذ حطمت الأمطار جميع الأرقام القياسية، وكانت فوق طاقة شبكة المدينة، وذكروا بأن فرق الشركة انكبت على تسهيل جريان المياه، ودعم رجال الوقاية المدنية في مناطق عدة، غير مجهزة، بضخ 350 ألف متر مكعب من الماء في 16 دوارا. قال مسؤولو الشركة "على إثر هذه الأزمة، اتخذت قرارات على المدى القصير، إذ ستعزز الشركة طاقة الضخ ووسائل تدخلات القرب، مثل المضخات ومولدات كهربائية بالمناطق المعرضة للخطر، وتتولى الشركة، إلى جانب السلطات، ملاءمة برنامج الاستثمارات على المدى القصير في أفق سنة 2015، وفقا للأولويات الجديدة المتمخضة عن هذه الأزمة". وأبرزوا أن المشاريع الجديدة من شأنها تقوية شبكة التطهير السائل في المناطق المعرضة للفيضانات، مثل حي السدري، ومنطقة الهروايين. وركز مسؤولو "ليدك" على ضرورة مواجهة خطر فيضانات وادي بوسكورة، في إطار منظومة، تدمج جميع الأطراف المعنية.