أعرب المغرب وإسبانيا عن ارتياحهما للمستوى العالي للتعاون بين مصالح وزارتي الداخلية بالبلدين، والمعزز بما تحقق من نتائج إيجابية، معبرين عن عزمهما على مواصلة العمل في هذا الاتجاه. وذكر الطرفان، في بلاغ مشترك، نشر عقب اجتماع عمل، انعقد أول الثلاثاء بالرباط، بين وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، ونظيره الإسباني أنطونيو كماتشو، بمتانة العلاقات الأخوية التي تجمع بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك خوان كارلوس. كما ذكر الوزيران، يضيف البلاغ، بالمستوى الجيد لعلاقات التعاون بين حكومتي البلدين، وتشبث الشعبين المغربي والإسباني بقيم الديمقراطية والحرية والتسامح. واستعرضا جوانب التعاون بين الوزارتين، خاصة ما يتعلق بالهجرة والجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب والتعاون الأمني. وبخصوص تدبير تدفق الهجرة، جدد المسؤولان، اللذان أبديا ارتياحهما للروح التي سادت أشغال المؤتمر الأوروبي الإفريقي حول الهجرة والتنمية، الذي انعقد بالرباط، في يوليوز 2006، والذي جعل من احترام حقوق المهاجرين وكرامتهم إحدى أولويات كل عمل مشترك في هذا الميدان، والتزامهما بمقاربة شمولية ومندمجة. وجدد أنطونيو كماتشو، في هذا الإطار، التأكيد على مصداقية ومسؤولية المغرب كحليف استراتيجي لإسبانيا في محاربة شبكات تهريب المهاجرين والاتجار في البشر. من جهته، أعرب الشرقاوي عن شكره لإسبانيا على مساهمتها الكبيرة في إنجاح عملية العبور 2011. وفي ما يتعلق بتهريب المخدرات، أعرب الوزيران، اللذان سجلا استمرار تراجع المساحات المزروعة والكميات المحجوزة، عن ارتياحهما للانعكاسات الإيجابية الأولى للتعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات بواسطة الطائرات الصغيرة. وبخصوص التعاون في المجال الأمني، أبرز المسؤولان أهمية تفعيل مشاريع مراكز التعاون الأمني في أقرب الآجال، بهدف تعزيز وتوسيع أنشطة التعاون العابر للحدود بين مصالح البلدين. من جهة أخرى، تبادل المسؤولان وجهات النظر حول تطور الوضع الأمني في منطقتي المتوسط والساحل، في ضوء التغيرات السياسية الأخيرة التي تشهدها المنطقة. كما عبرا عن انشغالهما بخصوص تصاعد الأعمال الإرهابية في منطقة الساحل، مبرزين ضرورة اعتماد مقاربة جماعية ومركزة من قبل كافة بلدان المنطقة، تروم إرساء فضاء للسلم والازدهار المشترك، وتجاوز الحسابات السياسية الضيقة. وبهذه المناسبة، نوه الوزير الإسباني بالتقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في مجال الإصلاحات الديمقراطية، التي تعززت بتصويت المغاربة على الدستور الجديد في يوليوز 2011، مبرزا، على الخصوص، الجديد الذي جاء به هذا الدستور، والذي يمكن الأجانب المقيمين بالمغرب من المشاركة في الانتخابات المحلية. وشارك في هذا الاجتماع، على الخصوص، كاتب الدولة لدى وزير الداخلية، سعد حصار، وكاتب الدولة الإسباني، خوستو زوم برانا، إلى جانب عدد من المسؤولين الأمنيين من البلدين. وكان وزير الداخلية الإسباني، أنطونيو كماتشو، أكد، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، أن المغرب يشكل "نموذجا للبلدان العربية في مجال الإصلاحات الدستورية". وأشاد كماتشو، الذي يوجد في زيارة عمل للمغرب، في تصريح للصحافة، عقب مباحثات مع وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، واجتماع عمل موسع، ب"الإنجازات الكبرى التي حققها المغرب في مجال الإصلاحات السياسية بقيادة جلالة الملك محمد السادس". وأعرب الوزير الإسباني، من جهة أخرى، عن ارتياحه "للمستوى الجيد" لعلاقات التعاون بين الرباط ومدريد، التي "تعززت بشكل أكبر خلال السنوات الأخيرة في كافة المجالات". وذكر بأن هذا الاجتماع شكل مناسبة بحث خلالها الطرفان العديد من قضايا التعاون بين الوزارتين، سيما مجالات الهجرة، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والإرهاب والتعاون الأمني. وبعدما أبرز العمل، الذي أنجزه الجانبان في مجال محاربة الهجرة السرية، أبدى المسؤول الإسباني ارتياح بلاده للجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال، والتي "مكنت من تقليص وتيرة تدفق الهجرة بشكل ملموس منذ 2007".