أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، أمس الأربعاء، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تمكنت من إلقاء القبض على مشتبه به، كان بصدد التخطيط لاغتيال شخصيات عمومية، ومسؤولين أمنيين، واستهداف منشآت حساسة. عينات من المواد التي تستعمل في صنع المتفجرات (الصديق) وأفاد مصدر مطلع أن المشتبه به (م.ع)، يبلغ من العمر 21 سنة، (من مواليد 25 يوليوز 1990)، وأنه أوقف، يوم فاتح أكتوبر الجاري، في منزل والديه بتيط مليل بضواحي الدارالبيضاء، مشيرا إلى أنه طالب جامعي، في شعبة الدراسات الإسلامية، بإحدى كليات المدينة المذكورة. وأوضح المصدر ذاته أن المشتبه به "التزم دينيا"، سنة 2008، قبل أن يبدأ في التردد على "المنتديات الجهادية"، مثل "الأنصار"، و"شموخ الإسلام"، و"الحرية"، مبرزا أن هذه المنتديات تهتم بحالات المجاهدين في بؤر التوتر. وذكر المصدر نفسه أن (م.ع) كان يتردد على هذه المنتديات، باستعمال ألقاب مختلفة، منها أبو همام، وكتيبة الخرساني، وأبو همام المهاجر، وخالد أيمن، موضحا أن لديه رغبة جامحة في الجهاد، ويكفر المجتمع، كما أنه متتبع للمبادئ العامة للتيار السلفي الجهادي. وأكد المصدر نفسه أن المتهم ركز على كيفية صنع المتفجرات، لاسيما باستعمال عبوات ناسفة، مشيرا إلى أنه شرع، بمفرده، بعد أن نهل من المنتديات الجهادية، في التحضير لصنع العبوات، بعد أن اقتنى المواد المستعملة في التحضير لصناعتها، ومنها الأوكسيجين، والأسيطون. وأبرز أن (م.ع) بدأ التحضير لمخططه، قبل حوالي سنة، بعد أن قام برصد ومراقبة المؤسسات المستهدفة، وأنه كان على اتصال، عبر الشبكة العنكبوتية، مع شخص، يجري البحث عنه، مبرزا أن عملية التعقب جاءت بعد تحميله رسالة إلكترونية تحمل عنوان "عملية الذئب المنفرد"، التي يفهم منها أنه يجب تنفيذ العمل بشكل منفرد. وذكر المصدر الأمني أن المبحوث عنه أخبر (م.ع) أنه "لا يجب السقوط في الخطأ، الذي وقع فيه منفذ عملية أركانة بمراكش"، موضحا أن التحريات مازالت متواصلة مع المعني بالأمر، تحت إشراف النيابة العامة لدى استئنافية الرباط، في انتظار إحالته على القضاء. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني ذكرت، في بلاغ لها، أنه ألقي القبض على المشتبه به، في إطار الجهود الحثيثة للمصالح الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، بناء على معلومات للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تنذر بالتحضير لعمل إرهابي وشيك الوقوع. وأضاف البلاغ أن المشتبه به ناشط عبر المواقع الجهادية ذات الصلة بتنظيم القاعدة، وكان أعلن ولاءه لأمير ما يسمى ب"دولة العراق الإسلامية". وكان المشتبه به، حسب البلاغ نفسه، بصدد التخطيط لاغتيال شخصيات عمومية، ومسؤولين أمنيين، واستهداف منشآت حساسة، بواسطة عبوات ناسفة، تماشيا مع التوجه الجديد لتنظيم القاعدة، الذي بات يشجع العمليات الجهادية الفردية. وأضاف البلاغ أن المشتبه به كان ربط علاقات وطيدة بعناصر موالية لتنظيم القاعدة، تمتلك خبرة عالية في مجال المتفجرات، بهدف الاستفادة من تجربتها وتوجيهاتها، في أفق صنع شحنات ناسفة. وأشار البلاغ إلى أن المشتبه به كان على اتصال دائم بقياديين ب"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، إذ كان يحثهم على استهداف بعض المصالح الحيوية بالمغرب. وسيقدم المشتبه به إلى العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.