تنطلق، يوم الاثنين 3 أكتوبر الجاري، وإلى غاية السادس منه، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان بغداد السينمائي الدولي، الذي تنظمه جمعية "سينمائيون عراقيون" ملصق مهرجان بغداد السينمائي (خاص) رغم العديد من الصعاب والمشاكل، بمشاركة كبيرة للعديد من الأفلام العربية والدولية، التي سجلت رقما قياسيا في تاريخ المهرجان، إذ بلغ عدد الأفلام المشاركة في أقسام المهرجان ومسابقاته وخارج المسابقات، حسب طاهر علوان، مدير المهرجان، حوالي 200 فيلم من 32 دولة، من ضمنها 30 فيلما قصيرا، و27 فيلما وثائقيا، و8 أفلام طويلة، وأفلام ل 24 مخرجة سينمائية عربية، إضافة إلى مجموعة من الأفلام الطويلة العربية والدولية، وأفلام تندرج في خانة حقوق الإنسان. ويشارك المغرب في المسابقة الرسمية للفيلم القصير بالدورة الثالثة من هذا المهرجان، المنظمة برعاية معهد غوته ومؤسسة يان فريمان الألمانييين، ووزارة الثقافة العراقية، وتعاون مع المركز القومي للسينما العراقية، بثلاثة أفلام قصيرة هي: "الرصاصة الأخيرة" للمخرجة أسماء المدير، و"الخبز المر" لحسن دحاني، و"نحو حياة جديدة" للمخرج عبد اللطيف أمجكاك، الذي سيشارك بالفيلم نفسه في مسابقة فيلم حقوق الإنسان. وإلى جانب المسابقات الرسمية، يتضمن برنامج الدورة الثالثة من مهرجان بغداد السينمائي الدولي، مجموعة من الفقرات والمبادرات المهمة، التي يسعى من ورائها منظمو المهرجان إلى فتح الحوار بين السينمائيين العرب ونظرائهم الغربيين، وتفعيل الحركة السينمائية العراقية، واستقطاب التجارب السينمائية العربية، وعلى رأسها مبادرة "مخرجات عربيات"، وهي مبادرة جديدة أطلقها المهرجان لعرض أفلام المخرجات السينمائيات من أنحاء العالم العربي، التي قال عنها طاهر علوان، مدير المهرجان، إنها تهدف إلى دعم المرأة المخرجة السينمائية من المحيط إلى الخليج بكل الطرق والوسائل المتاحة، خاصة أن الحاجة أصبحت ماسة لتلعب المخرجات السينمائيات العربيات أدوارا واسعة في المشهد السينمائي العربي والعالمي. كما سينظم المهرجان مجموعة من الندوات من بينها ندوة حول "اتجاهات السينما الألمانية المعاصرة"، التي تندرج في إطار اختيار ألمانيا ضيفا شرفيا لهذه التظاهرة، ثم "السينما المستقلة في العراق والعالم العربي". وفي تصريح ل "المغربية" ذكرت المخرجة المغربية الشابة أسماء المدير، أن اختيار فيلمها "الرصاصة الأخيرة" للمشاركة في مهرجان بغداد "انتصار كبير لسينما الشباب"، مشيرة إلى أن مشاركتها في مهرجان دولي يعني لها الشيء الكثير، فحتى إن لم تفز بأي جائزة، يكفي أن فيلمها اختير من بين العديد من الأفلام القصيرة، لتمثيل المغرب في العراق. وأضافت المدير أنها استطاعت، من خلال فيلمها "الرصاصة الأخيرة" أن تحصل على جائزة السيناريو من مهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب، كما أنها حصلت على تنويهات خاصة من النقاد والمهنيين السينمائيين المغاربة، الذين شاهدوا فيلمها، وكذلك الجمهور الذي أبدى إعجابه ب"الرصاصة الأخيرة"، خلال عرضه بمختلف المهرجانات الوطنية. وعن علاقتها الأولى بالسينما، أوضحت المدير أن سحر الكاميرا شدها وهي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، أثناء مشاهدتها لفيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش، مشيرة إلى أن السينما لغة عالمية لا تعترف بالجنس، فليس هناك سينما نسائية، أو رجالية، فالمهم هو أن نعبر بلغة الصورة صادقة عن كل ما نحس به. وأكدت المدير أنها لم تحصل على أي دعم مادي، لأن فيلمها هو مشروع تخرجها من المعهد، لكنها حصلت على الدعم المعنوي من المركز السينمائي المغربي، الذي اختار فيلمها للمشاركة في العديد من المحافل السينمائية. وحول الصعوبات، التي واجهتها أثناء إنجاز الفيلم، قالت المدير إنه إضافة إلى الصعوبات المادية، هناك صعوبة الجمع بين التحصيل الدراسي، وإبداع فيلم، مشيرة إلى أنها اضطرت للقيام بجميع التقنيات المصاحبة للفيلم من إخراج ومونتاج. واستغرق إنجاز "الرصاصة الأخيرة" حوالي 6 أشهر من التصوير، ويتناول على مدى 13 دقيقة الإحباط واليأس لدى الشباب، فالفيلم الذي يحكي عن قصة الطيب (طه المباركي) كاتب سيناريو، شاب خجول يعاني سوء المعاملة من عائلته وأغلبية أصدقائه في الفصل يثور يوما ضد هذا الوضع ويهدد والده وأصدقاءه بواسطة مسدس، يستهلك الطيب محتوى المسدس في العديد من المواقف، لكنه يحتفظ برصاصة أخيرة يضع بها حدا لحياته.