أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، يوم الجمعة المنصرم، بنيويورك، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يعمل لفائدة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس الشريف وهويته الحضارية ورموزه الدينية والثقافية من خلال مواجهة المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى المساس بالخصائص الهوياتية والحضارية والثقافية للمدينة المقدسة. وأوضح الفاسي الفهري، في كلمة خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، عقد على هامش الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ما فتئ يواصل جهوده المعززة من خلال إجراء اتصالات مع الفاعلين الدوليين قصد وضع حد للممارسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشريف والأراضي الفلسطينية. وأبرز الفاسي الفهري أن أداء جلالة الملك يقوم، أيضا، على مقاربة براغماتية من خلال إنجاز مشاريع سكنية، ومؤسسات اجتماعية وتربوية، أخرجتها وكالة بيت مال القدس إلى حيز الوجود، من أجل التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني. وسجل الوزير أن التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية تتطلب أن تتحمل الدول الإسلامية كامل مسؤوليتها من أجل الدفاع عن هذه القضية الحاسمة، وفقا لرؤية مشتركة تبحث عن حل شامل وعادل لها. وتابع الفاسي الفهري أن هذا الحل يتعين أن يضمن الحقوق المشروعة للفلسطينيين في قيام دولة مستقلة على أساس حدود 1967، تكون القدسالشرقية عاصمة لها، موضحا أنه طالما التعبير عن هذا الحق في المنتديات الإقليمية والدولية الكبرى قصد تحقيق انضمام دولة فلسطين كعضو كامل لمنظمة الأممالمتحدة. وفي معرض حديثه عن التحديات، التي يواجهها العالم الإسلامي، أبرز الفاسي أن الظرفية الدولية الحالية تضع هذه المنطقة في مواجهة في "منعطف" يتميز بوجود طفرات في العديد من الدول الإسلامية، وهو ما يفرض ضرورة رفع التحديات الداخلية وتسريع وتيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية قصد الاستجابة لتطلعات الشعوب وانتظاراتها. وأكد الفاسي الفهري، من جهة أخرى، انخراط المملكة، التي "تحرص بإرادة ثابتة ودائمة" في تعزيز والنهوض بالتضامن بين الدول الإسلامية، مشيرا، في هذا الإطار، إلى أن المغرب، المقتنع بضرورة قيام تضامن فعلي بين الدول الإسلامية، أكد إرادته السياسية الكاملة وانخراطه لفائدة جميع المشاريع والمبادرات الرامية إلى تعزيز هذا التضامن. وقال الوزير إن المغرب مقتنع بأن التضامن الحقيقي يقوم على مبدأ احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، الذي يظل السبيل الوحيد لتكريس وحدة الأمة الإسلامية ومواجهة التحديات، التي تطرح أمامها. في هذا السياق، أشادت منظمة التعاون الإسلامي والمملكة العربية السعودية، يوم الجمعة المنصرم، بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، خلال اجتماع التنسيق السنوي لوزراء خارجية البلدان الأعضاء بالمنظمة، بجهود جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لصالح القضية الفلسطينية. وحيت المنظمة في بلاغ أصدرته في ختام أشغالها "الجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الرامية إلى الحفاظ على الطابع الخاص للقدس الشريف ودعم صمود الشعب الفلسطيني بالمدينة المقدسة". وفي هذه السياق نوه الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف، في كلمة أمام الدول الأعضاء بالمنظمة، بالأنشطة التي تقوم بها لجنة القدس، التي يرأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا بتلك التي يقوم بها بيت مال القدس. وأمام الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات، أعرب المغرب، يوم الجمعة المنصرم، بنيويورك، عن انشغاله وقلقه إزاء "معاناة" الشعب الفلسطيني. وأكد الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، خلال هذا الاجتماع، الذي ترأسه الرئيس البرتغالي السابق، جورج سامبايو، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وبان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، أن المغرب يعرب عن انشغاله وقلقه إزاء "ظروف العيش الصعبة للشعب الفلسطيني، مبرزا "حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على الحفاظ على هوية مدينة القدس الشريف". وذكر الفاسي الفهري بالتزام المملكة في إطار تحالف الحضارات بقيم الحوار والتسامح والتقارب بين الشعوب. وفي هذا الصدد، ذكر الوزير بالتعديلات، التي أدرجت في الدستور المغربي الجديد، خاصة ما ورد في ديباجته، بخصوص تشبث المغرب بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار. وأضاف أن المغرب شجع المقاربة القائمة على أساس تعزيز الشراكة بين الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وأشاد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في الختام، بالمصادقة على برنامج عمل تحالف للحضارات من أجل المتوسط، منوها بالعمل الذي تقوم به مؤسسة "أنا ليند" وبجهودها لفائدة تحقيق التقارب بين شعوب المتوسط، معربا عن الارتياح لاحتضان الدوحة في دجنبر المقبل أشغال المنتدى العالمي الرابع لتحالف الحضارات. يذكر أن تحالف الحضارات، وهو مبادرة سياسية جرى تأسيسها تحت رعاية الأممالمتحدة سنة 2005، يهدف إلى تعزيز التعارف والتفاهم بين الشعوب من أجل محاربة العنصرية وعدم التسامح، ويدعم المشاريع المرتبطة بمجالات الشباب والتعليم والإعلام والهجرة. التعاون الثنائي والقضية الفلسطينية محور مباحثات الفاسي الفهري في نيويورك أجرى الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، يومي الخميس والجمعة الماضيين، بمقر منظمة الأممالمتحدةبنيويورك، مباحثات مع العديد من مسؤولي المؤسسات الدولية والبلدان الصديقة، تناولت بالخصوص العلاقات الثنائية والقضية الفلسطينية. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، في تصريح للصحافة عقب لقائه مع الطيب الفاسي الفهري، "تبادلنا وجهات النظر المثمرة، التي تناولت مجموعة من القضايا، من بينها القضية الفلسطينية"، مضيفا أنه استفاد من نصائح وخبرة الجانب المغربي. من جهته، أكد الأمين العام للمجلس الأوروبي، ثوربيورن ياغلاند، أن المجلس يعرب عن تقديره للإصلاحات، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وقال "نحن على استعداد لمساعدة المملكة في هذا المسلسل". وأبرز المسؤول الأوروبي أن "هذه الإصلاحات بدأت قبل الربيع العربي"، مشيرا في هذا الصدد إلى "مسلسل المصالحة، المسلسل التاريخي والشفاف"، وكذا إلى مدونة الأسرة. وفي المباحثات التي جمعت الفاسي الفهري بنظيره التونسي محمد المولدي الكافي، جرى التأكيد على تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية، إضافة إلى اللجنة المشتركة العليا التي ستعطي "دفعة جديدة للعلاقات الثنائية". وقال المسؤول التونسي، في تصريح للصحافة، "تطرقنا كذلك إلى الوضع في المنطقة، خاصة في المغرب العربي بعد الثورتين التونسية، والمصرية والتطورات الأخيرة في ليبيا"، إضافة إلى القضية الفلسطينية. من جهته، أكد الوزير الأول لسانت لوسي، ستيفنسون كينغ، على "العلاقات الطيبة" مع المغرب، "البلد الصديق"، مغتنما هذه المناسبة للتعبير عن امتنان بلاده للحكومة المغربية على "تعاونها المهم في مختلف المجالات". وخلال مباحثات الفاسي الفهري مع نظيره البيروفي، رونكاغليو اوربيغوسو رافائيل، تطرق الجانبان إلى العلاقات الثنائية في مختلف الأصعدة. وكانت الاستعدادات لعقد المؤتمر الثالث لرؤساء ورؤساء الدول والحكومات لأمريكا الجنوبية والعالم العربي، التي ستحتضنها ليما يومي 26 و27 شتنبر 2012، ضمن جدول هذا اللقاء الثنائي، الذي عقد على هامش النقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 66. ويهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين بلدان أمريكا اللاتينية والبلدان العربية. وفي تصريح عقب لقائه بالطيب الفاسي الفهري، أبرز وزير الدولة الفرنسي في الشؤون الخارجية، ألان جوبيه، علاقات الثقة القائمة بين المغرب وفرنسا. وتطرق الطرفان خلال هذا اللقاء إلى آخر التطورات على المستوى الدولي، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ أكد جوبي في هذا السياق أن البلدين" سيواصلان العمل سويا بخصوص الملف الفلسطيني". وفي معرض تطرقه لموقف فرنسا من طلب انضمام فلسطين إلى الأممالمتحدة، اعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن "أحسن طريقة للوصول إلى النتائج التي نطمح إليها جميعا، أي قيام دولتين لشعبين يعيش كل منهما في سلام وأمن، هي استئناف المفاوضات المباشرة" مشيرا في هذا الصدد إلى الدعم المقدم من قبل باريس لمختلف الجهود المبذولة على صعيد اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (الأممالمتحدة، والولايات المتحدةالأمريكية، والاتحاد الأوروبي وروسيا)، من أجل التوصل إلى حل يستند إلى "مبادئ مرجعية مقبولة من الطرفين وأجندة واقعية". من جهته، أعرب وزير الشؤون الخارجية الألماني، غيدو ويستيرويل، عن تقديره الكبير لمسلسل الإصلاح الذي باشرته المملكة، قائلا "إننا نقدر عاليا برنامج الإصلاح، الذي باشره المغرب، أخيرا، ونعتقد أن هذا النهج المتطور من أجل التغيير والإصلاح إيجابي للغاية، ونحن ندعمه". أما وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية، ترينيداد خمينيز، فأبرزت العلاقات الممتازة التي تربط البلدين. وقالت إن "المغرب وإسبانيا شريكان حقيقيان. ولنا مصالح مشتركة عديدة مما مكننا من تطوير علاقات ممتازة خلال السنوات والأشهر الأخيرة"، معربة عن تقديرها لما تقوم به المملكة المغربية على المستوى الثنائي وعلى صعيد العالم العربي. وأضافت "إنني أتمنى كل الخير للمغرب، الذي يسير بثبات في مجال الإصلاحات الديمقراطية والدستورية"، واصفة المقاربة التي ينهجها المغرب ب"الإيجابية جدا "والبناءة للغاية". أما وزير الشؤون الخارجية الهولندي، أوري روزنتال، فأكد على الطابع "المتين" و"الودي"، الذي يميز العلاقات المغربية الهولندية. كما أجرى المسؤول المغربي مباحثات مع كل من الوزير الأول لجمهورية توفالو ويلي تيفالي، والوزير الأول لجمهورية فانواتو حول سبل تعزيز علاقات المغرب مع هذين البلدين. تجدر الإشارة إلى أن أنشطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون في نيويورك تميزت، أيضا، بلقائه مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، جوزيف كابيلا.