خلد حوالي ألفين من أفراد الطائفة اليهودية, مساء أمس الخميس بالصويرة, هيلولة الحاخام ربي حاييم بنتو. وتميز اليوم الأول من هذا الموسم السنوي, الذي سيستمر على مدى أربعة أيام, بتنظيم حفل استقبال رسمي حضره أفراد الطائفة اليهودية, الذين حجوا إلى مدينة الأليزي من مختلف أرجاء العالم, وعامل إقليمالصويرة نبيل خروبي وممثلو السلطات المحلية والعديد من الشخصيات. وأكد أفراد الطائفة اليهودية, الذين عاشوا لحظات قوية من الروحانية والخشوع تخللتها صلوات, على تشبثهم القوي بوطنهم الأم المغرب, مشيدين بالاستقبال الحار الذي حظوا به والتدابير التي اتخذتها السلطات المحلية من أجل ضمان مرور هذا الحفل الديني في أجواء جيدة. وخلال الأمسية, توجه أفراد الطائفة اليهودية بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس وينعم عليه بالصحة والسعادة وطول العمر, وأن يكلل بالنجاح المبادرات التي يقوم بها جلالته من أجل رفاه الأمة. كما تضرع الحاضرون إلى الله تعالى أن يقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. وأوضح الحاخام دافيد بنتو, في كلمة بالمناسبة, أن اليهود المشاركين في هذا الموسم أتوا ليجددوا, وككل سنة, ارتباطهم بالعرش العلوي والدعاء من أجل انتشار السلام في العالم, مبرزا انفتاح المغرب على الحضارات والأديان. وخلال هذا اللقاء, وقف الحاضرون دقيقة صمت ترحما على روح الفقيدة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة, عمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس, التي وافتها المنية يوم رابع شتنبر الجاري. من جهته, سجل عامل إقليمالصويرة أن المغرب استطاع, على الداوم, وتحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس, أن يوفق بين اهتمامات كافة مكوناته من أجل تأمين الكرامة والحرية لكافة أفراده, مضيفا أن المغرب انخرط في مسار ديمقراطي من أجل إرساء قواعد التعايش الأخوي بين المغاربة والأجانب, بين المسلمين واليهود والمسيحيين. وأشار إلى أن العديد من فصول الدستور الجديد, الذي صوتت غالبية الشعب المغربي لفائدته في فاتح يوليوز الماضي, تظهر أن المغرب بلد التنوع والتقاسم والتسامح, حيث التعايش متبادل بين مواطنيه اليهود والمسلمين. وقال إن الدستور الجديد يضمن للجميع حرية ممارسة العقيدة, يناهض كافة أشكال التمييز في حق أي شخص, بسبب معتقداته وثقافته. كما ذكر السيد خروبي بالدلالة العميقة لهذا الموسم "الغني بالدلالات والمعاني", داعيا إلى نقل قيم التعايش بين اليهود والمسلمين إلى الأجيال القادمة من أجل تمكينهم من اكتشاف البعد الروحي الذي يجمع المغاربة من كافة الأديان. يشار إلى أن الحاخام حاييم بنتو, الذي توفي في 28 شتنبر سنة 1845 عن سن 96 سنة, استطاع أن يحقق حلمه بتشييد معبد بحاضرة موكادور, كان يمضي فيه غالبية وقته في التعبد وتعليم التوارة.