دافع الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، مطلع الأسبوع الجاري، عن سوريا حليفة روسيا التاريخية، معتبرا ألا جدوى في فرض عقوبات جديدة على نظام الرئيس بشار الأسد على ما يرغب الغربيون. السوريون مستاؤون من تواطؤ روسيا وضاقوا درعا بلامبالاة العالم (أ ف ب) واعتبر مدفيديف أن ممارسة "ضغوط إضافية" على دمشق في إطار قرار جديد لمجلس الأمن الدولي أمر غير ضروري. وأعلن مدفيديف أثناء لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في موسكو، "مثل هذا القرار يجب أن يكون شديد اللهجة، لكن يجب ألا ينص على تبني عقوبات بشكل تلقائي لأنه سبق اعتماد عدد كبير من العقوبات أساسا من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وبالتالي، ليس هناك ضرورة لممارسة ضغوط إضافية" على دمشق. وأضاف مدفيديف أن "روسيا تنطلق من مبدأ أنه من الضروري اعتماد قرار حازم، لكن متوازنا وموجها إلى طرفي النزاع السوري، أي السلطات الرسمية بقيادة الرئيس بشار الأسد والمعارضة على حد سواء". وجاءت تصريحات مدفيديف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كاميرون، الذي يسعى إلى اعتماد إجراءات رد مشددة على دمشق ويطالب برحيل الرئيس السوري. من جهته، قال كاميرون "لا نرى مستقبلا للرئيس الأسد ونظامه". وسرعان ما نددت فرنسا التي تسعى إلى قرار دولي يدين القمع في سوريا، بالموقف الروسي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، بيرنار فاليرو، "إن عرقلة اتخاذ قرار في مجلس الأمن تشكل فضيحة". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض، الأسبوع الماضي، دعوات نظيره الفرنسي الآن جوبيه، خلال زيارته موسكو إلى الانضمام للجهود الدولية من أجل وقف ما وصفه بأنه "جرائم ضد الإنسانية" في سوريا. واكتفى مجلس الأمن حتى الآن بإصدار إعلان عن سوريا أقر في مطلع غشت، وهو إجراء أقل قوة من القرار. وتشهد سوريا حركة احتجاجات غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد تعمد السلطات إلى قمعها بحدة. وتعرقل موسكو، حليفة دمشق، منذ فترة طويلة، اعتماد قرار في مجلس الأمن يدين النظام السوري، متذرعة رسميا بالعمل على تجنب "سيناريو ليبي" في إشارة إلى قصف الحلف الأطلسي، الذي سمح بإسقاط نظام القذافي. والتقت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين الماضي، في موسكو مبعوث الكرملين إلى المنطقة ميخائيل مارغيلوف. وأعلنت شعبان للمرة الأولى عن حصيلة رسمية لعدد القتلى، منذ بدء الاحتجاجات في 15 مارس الماضي، الذي بلغ حوالي 1400 شخص، هم 700 شرطي وعسكري وعدد مماثل من "المتمردين"، بحسبها. في المقابل أعلنت مفوضة الأممالمتحدة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، في جنيف أن 2600 شخص قتلوا في قمع التظاهرات في سوريا. وكانت شعبان قالت "نرغب في أن يحذو الغرب حذو روسيا في مواقفه بدلا من أن يدعو إلى أعمال تساهم في تصعيد العنف". وبعد أن أشارت إلى مثالي العراق وليبيا، نددت شعبان بالتدخل الغربي، الذي يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا "ويشجع التطرف" كما قالت. واستقبلت روسيا، الجمعة الماضي، ممثلين عن المعارضة السورية ودعتهم إلى فتح "حوار" مع السلطة، غداة تصريح مدفيديف بأن بعض المعارضين السوريين يمكن أن يعتبروا "إرهابيين". ودعا الناشطون السوريون من أجل الديمقراطية إلى "يوم غضب" الثلاثاء الماضي، ضد روسيا احتجاجا على دعم موسكو لنظام الأسد. وكتب الناشطون في موقعهم على موقع فيسبوك "لا تدعموا القتلة! لا تقتلوا السوريين بمواقفكم!".