قال "الزعيم الليبي" الفار معمر القذافي في رسالة صوتية، بثتها قناة "الرأي" المتمركزة في سوريا، إنه "تجول متخفيا في طرابلس" ودعا مؤيديه إلى "تطهير" العاصمة الليبية من "الجرذان"، غداة سيطرة الثوار على الجزء الأكبر منها. الثوار في عقر دار القذافي (أ ف ب) وأضاف القذافي "خرجت في طرابلس دون أن يراني الناس متخفيا (...) أحيي الشباب الثوريين، الذين التقيت بهم في طرابلس"، داعيا "كل القبائل الليبية إلى تطهير طرابلس من الجرذان". وكان معمر القذافي قال في كلمة صوتية سابقة، إن سيطرة الثوار الليبيين، أول أمس الثلاثاء، على مقره العام في باب العزيزية بطرابلس، لم يكن إلا "انسحابا تكتيكيا" من جانبه. وأضاف القذافي، في تصريح لمحطة تلفزيون "العروبة"، بثه الموقع الإلكتروني للمحطة الليبية التابعة لنجله سيف الإسلام، أن "باب العزيزية لم يبق منه إلا الحجارة والطوب، بسبب قصفه من قبل قوات الناتو ب 64 صاروخا، وانسحابنا منه كان تكتيكيا"، دون أن يوضح المكان الذي تحدث منه. وكان المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين، العقيد أحمد عمر باني، قال إن الثوار سيطروا، مساء أول أمس الثلاثاء، على مقر إقامة العقيد معمر القذافي بكامله في باب العزيزية بطرابلس ولم يجدوا أثرا له أو لأبنائه. من جهة أخرى، أكد الرئيس الروسي، دميتري ميدفيدف، أمس الأربعاء، أن روسيا مستعدة للنظر في إقامة علاقة مع الثوار في ليبيا، لكن بشروط. وأوضح الرئيس الروسي، في تصريح صحفي عقب محادثات أجراها مع رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ إيل، في قاعدة "سوسنوفي بور" العسكرية قرب مدينة أولان أوده، عاصمة جمهورية بورياتيا في سيبيريا، أن روسيا "مستعدة للنظر في إقامة علاقة مع الثوار في ليبيا شريطة أن يفلحوا في توحيد البلاد على أسس ديمقراطية". وأضاف ميدفيدف أنه "إذا كان للثوار الليبيين الإرادة القوية والقدرة على توحيد البلاد على أسس ديمقراطية جديدة فستنظر روسيا، بطبيعة الحال، في مسألة إقامة علاقات معهم". واعتبر الرئيس الروسي أن "الوضع في ليبيا ما يزال كما كان، وفي الواقع هناك استمرار لازدواجية السلطة في البلاد". من جهتها، أكدت الصين، على لسان وزير الخارجية، على ضرورة أن تلعب منظمة الأممالمتحدة "دورا محوريا" في ليبيا، حيث أعلن الثوار نهاية عهد معمر القذافي. وأفاد بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية، مساء أول أمس الثلاثاء، أن الوزير الصيني يانغ جيشي قال للأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، خلال لقائهما أخيرا أن "على الأممالمتحدة لعب دور محوري في مرحلة ما بعد النزاع في ليبيا"، معربا عن أمله في أن يشارك الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية في إعادة إعمار ليبيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، ما جاوكسو، أمس الأربعاء، إن "الصين تأمل في أن تعيش ليبيا مرحلة انتقالية سياسية دون صدامات". وكانت الصين أعلنت، الاثنين الماضي، أنها "تحترم خيار الشعب الليبي" وتأمل في "عودة سريعة للاستقرار إلى ليبيا"، مسجلة استعدادها "للعمل مع المجتمع الدولي ولعب دور إيجابي في إعادة إعمار ليبيا في المستقبل". وكثفت بكين في الأشهر الأخيرة، اتصالاتها مع مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار)، الذي اعترفت به في يونيو المنصرم "محاورا مهما". وللصين مصالح اقتصادية ضخمة في ليبيا، حيث أجلت، خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، في عملية واسعة النطاق نحو 36 ألف نفر من رعاياها العاملين في قطاعات النفط والبناء والسكك الحديدية والاتصالات. وتجدر الإشارة إلى أن الصين، البلد دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي، كانت امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن، الذي فتح الباب في مارس على شن ضربات جوية على ليبيا.