أثارت الأعمال التلفزيونية المقدمة خلال شهر رمضان، في القناتين الأولى والثانية، الكثير من الانتقاد والجدل حول جودتها، ومدى قدرتها على تقديم خدمة فنية ترقى إلى تطلعات المشاهد المغربي. نموذج آخر لصفحات مناهضة لأعمال رمضان بالفايسبوك (خاص) فبعد حملات شنها مجموعة من المشاهدين عبر الفايسبوك، وتأسيسهم لصفحات خاصة في هذا المجال في الموضوع، مثل "مامفرجينش في هاد الشوهة"، و"حموضة التلفزيون المغربي في رمضان"، و"لسنا أغبياء!"، وعريضة تحمل توقيع آلاف المشاهدين تندد بالبرمجة الخاصة برمضان، ووقفات صامتة أمام مبنى القناتين بالرباط والدارالبيضاء، أصدرت الغرفة المغربية لمخرجي التلفزيون بيانا تحتج فيه على "رداءة الأعمال التلفزيونية الرمضانية"، وعلى "إقصاء المخرجين من داخل التلفزة الوطنية من الاشتغال في الأعمال التلفزيونية الرمضانية". وقال المخرج خالد إبراهيمي، رئيس الغرفة المغربية لمخرجي التلفزيون، في تصريح ل"المغربية"، إن المشكل في المشهد الفرجوي التلفزيوني المغربي هو مشكل المحتوى، الذي لا يعار له كثير اهتمام، مشيرا إلى أن "التلفزيون المغربي تقدم بشكل كبير على المستوى التقني، لكنه على مستوى المضمون ما زال متخلفا ولا يرقى إلى تطلعات المشاهد المغربي". واعتبر إبراهيمي أن ما يعرف بلجنة القراءة مجرد وهم، وأنها تتكون من أناس لا علاقة لهم بالأعمال التلفزيونية، إذ يغيب عنها المخرج، والناقد، والكاتب، والممثل. وقال "لا يمكن أن يكون هذا البلد عقيما، إن التلفزيون أصبح معلمة حضارية من خلاله ترى وتقرأ وتتجول في كل الثقافات والمعالم، ولا يمكن أن يكتب إلا الكاتب ولا أن يبدع إلا المبدع. يجب أن تعود الأمور إلى نصابها، وأن يفهم أن الأمر ليس إداريا بل هو ثقافي وإبداعي، ولا يمكن أن يديره إلا مثقف ومبدع على مستوى المضمون والجمالية، بلدنا لا ينقصه مفكرون وفلاسفة وأدباء ومبدعون". من جهته، قال المخرج حكيم بيضاوي، نائب رئيس الغرفة المغربية لمخرجي التلفزيون، إن "التلفزة الوطنية لا تطبق دفتر تحملاتها، الذي يركز على أن مخرجي الدار يجب أن تكون لهم حصة الأسد في الأعمال المقدمة بالقناة، وأضحت القناة تفضل المخرجين من خارج الدار". وجاء في بيان، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن "التلفزة الوطنية، التي يفترض أنها قناة للخدمة العمومية، فر عنها العموم عندما التف الخواص حولها وداخلها، ليقضوا مصالح خاصة بهم، على قلة عددهم، متجاهلين العموم وما يطلبون من هذه المرآة، التي يفترض أن تعكس لغتهم وهمومهم وأفراحهم، وترقى إلى مستوى ذوقهم". وطرح البيان، الذي يحمل عنوان "أنا الغريب عن الدار وساكنها"، مجموعة من التساؤلات، رأى أن الإجابة عنها ستقود إلى "الحل لخروج التلفزيون المغربي من الورطة، التي هو فيها الآن، وتتعلق بهوية وشخصية القناة التلفزيونية المغربية، التي تستمدها من شخصية كل مشتغل بها ومشتغل معها، وذوق المشاهد كأولوية إلى جانب التزامات الشركة بالتعاقدات التجارية والتسويق".