أكد الثوار الليبيون، أمس الاثنين، السيطرة على مدينتي غريان وصرمان الواقعتين على التوالي على بعد 50 كلم جنوبطرابلس و60 كلم غربها، متقدمين بذلك إلى العاصمة، حيث يتحصن العقيد معمر القذافي. عنصر تابع للثوار يحمل رشاشا عند مدخل غريان (أ ف ب) وصرح متحدث باسم الثوار، لفرانس برس بإنهم باتوا "يسيطرون بالكامل" على الطريق بطول 15 كلم بين مدينتي الزاوية وصرمان، ما يقطع عن طرابلس طريق التموين الرئيسية من تونس. وتقع الزاوية على بعد حوالي 40 كلم من العاصمة. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري للثوار للمنطقة الغربية، عبد السلام عثمان، إن بلدتي غريان وصرمان "حررتا" وأن "جميع مداخلهما" باتت "خاضعة لسيطرة" الثوار. غير أنه أقر "بوجود عدد غير معروف" من القناصة المختبئين من أنصار النظام في عدد من الأحياء السكنية. في المقابل، أكد الثوار أنهم يواجهون مقاومة عنيفة في الزاوية، حيث لم يتمكنوا من إحراز تقدم كبير، أول أمس الأحد، رغم احتفاظهم بالسيطرة على مدخلي المدينةالجنوبي والغربي. وتكثفت المعارك في المدينة بعد صلاة الظهر، وقصفت قوات القذافي بكثافة الأحياء الخاضعة للثوار. وأكد القائد العسكري لدى الثوار، بشير أحمد علي، أن الثوار يواجهون "صعوبات" في التقدم بسبب "وجود رهائن مدنيين" في المباني التي يتمركز فيها قناصة النظام. وبدأت معركة السيطرة على صرمان، فجر أول أمس الأحد، حسب عثمان. وبعد مواجهات مكثفة استمرت 10 ساعات، تمكن الثوار من دفع قوات القذافي إلى الانسحاب. واستمرت المعركة للسيطرة على غريان طوال أول أمس الأحد. وقال عثمان "باتت جميع الطرق والمداخل إلى المدينة تحت سيطرتنا باستثناء حي الأصابعة". وعلى الجبهات الثلاث قتل 12 عنصرا من الثوار الأحد الماضي، وأصيب العشرات بجروح، وأسر 52 جنديا من قوات القذافي بحسب الثوار. من جهة أخرى، وصل نحو 1600 مهاجر من شمال إفريقيا الى جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسب ما أفادت وكالة أنسا الإيطالية للأنباء، أول أمس الأحد. ومن بين المهاجرين نحو 100 امرأة و40 طفلا، من بينهم ثلاثة رضع وصلوا إلى الجزيرة بين صباح السبت وصباح الأحد الماضيين، على متن نحو عشرة قوارب. ورصد حرس السواحل قاربين آخرين يحملان عدة مئات من المهاجرين على بعد سبعة إلى 50 ميلا قبالة ساحل لامبيدوزا الجنوبي. وفي جزيرة سردينيا جنوب غرب إيطاليا وصل قاربان يحملان 45 رجلا وامرأة وطفلين ليل السبت الأحد الماضيين. ومنذ بداية العام فر أكثر من 11 ألف شخص من النزاعات في شمال إفريقيا ووصلوا إلى جنوب إيطاليا، وازدادت أعداد المهاجرين مع بدء حملة القصف الجوي، التي يشنها حلف الأطلسي، منذ منتصف مارس الماضي، ومع تحسن الأحوال الجوية. وطبقا لمجموعة "سانت اغيديو" الكاثوليكية للإغاثة، فإن 1820 مهاجرا من شمال إفريقيا على الأقل، معظهم من الجنوب أو من دول جنوب غرب الصحراء، غرقوا هذا العام في البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.