خضعت رضيعة مغربية، تحمل قلبا فوق القفص الصدري، لعملية جراحية دقيقة، تعد الأخطر والأول من نوعها في المغرب. وأجريت العملية، صباح أول أمس الأربعاء، على أيدي فريق طبي، في جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب في الدارالبيضاء، لإعادة القلب إلى موضعه الطبيعي، وتمكين الرضيعة من تنفس طبيعي. ودامت العملية الجراحية 3 ساعات، نفذها فريق طبي مكون من 15 اختصاصيا، يرأسهم الدكتور سعيد جنان، والدكتور محسن عبيد الله، استفادت منها الرضيعة بشكل مجاني، وهي تكلف حوالي 45 مليون سنتيم في الخارج. وتتمتع الرضيعة، حاليا، بحالة صحية مستقرة، وبوزن طبيعي، وتخضع للعناية المركزة في قسم الإنعاش، حيث تقدم لها العلاجات الضرورية، ومن المرتقب أن تغادر هذا القسم، بعد أسبوع. وقال سعيد جنان، في تصريح ل"المغربية"، إنه لأول مرة يخضع رضيع مغربي، يحمل تشوها خلقيا على القلب من هذا النوع، لعملية جراحية، إذ سبق للمستشفيات المغربية أن شهدت ولادة خمس حالات، وافتهم المنية مباشرة بعد الوضع لغياب منظومة جراحية قادرة على مساعدتهم . وعزا نجاح هذه العملية إلى التشخيص المبكر لحالة الرضيعة، عندما كانت جنينا، من قبل طبيب النساء المتتبع لحالة الأم، وإلى التحمل الطبي المبكر للحامل، التي توجهت في الوقت المناسب إلى الجمعية، التي تعنى بأمراض القلب. وأوضح جنان أن أم الرضعية تتحدر من أسرة متواضعة في مدينة الحسيمة، وطلبت مساعدة قريبة لها، تقطن مدينة الخميسات، بعد أن أطلعها طبيبها المعالج عن عدم ارتياحه لدقات قلب جنينها، فأحيلت على أحد مستشفيات الرباط، حيث طلب منها أداء مبلغ مالي كبير للخضوع للعملية. وأبرز جنان أنه "نظرا لضيق ذات يدها، وجهها بعض المحسنين نحو جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب، فقبل ملفها الطبي والاجتماعي"، وأن طبيبة نساء تطوعت لتوليد الحامل، مجانا لتسريع وتيرة إنقاذ حياة الجنين.