أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ,نصره الله ,اليوم صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني بمدينة الرباط. وذكر الخطيب ,في مستهل خطبتي الجمعة , بأن الآية الكريمة "ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات " , تبين أن الصوم عبادة قديمة كتبها الله وفرضها على الأمم السابقة. وأضاف أن الحكمة في ذلك هي أن الغذاء أهم حاجات جسم الإنسان فوجبت تربية تلبية هذه الحاجة برمز قوي هو رمضان حتى لايظن الإنسان أنه إنما خلق ليأكل وينام وحتى يعرف أن هذا الغذاء ليس متوفرا بنفس القدر لكل الناس وحتى يشعر بأن الروح إذا تخففت من كثرة الطعام أحست بمزيد من الاستعداد الروحاني . وأوضح الخطيب أن ذلك توجه عظيم في الإسلام للتنبه إلى ضرورة تنظيم الغذاء والتغذية كما وكيفا, مبرزا أن الله تعالى فرض الصيام على أمة الاسلام وخص به شهر رمضان وجعله إحدى القواعد الخمس التي بني عليها الدين الاسلامي الحنيف , ومن ثم كان لشهر رمضان , من بين شهور العام , فضائل كثيرة. ومن تلك الفضائل , يضيف الخطيب, أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم هدى ورحمة للأنام وشهر مغفرة ورحمة واستجابة الدعاء , كما أن الصائم ينعم في صيامه ويسعد بفرحتين إحداهما دنيوية تتمثل في فرحة الفطر عند مغرب كل يوم من أيام الشهر وعند اكتمال الشهر بحلول يوم العيد , والثانية فرحة بادخار ثواب الصيام ليوم لقاء الانسان ربه إضافة إلى أنه الشهر الذي خصه الله بليلة القدر المباركة. وأضاف الخطيب أن من فضائل شهر رمضان كذلك أنه يعود المسلم على التحلي بالصبر وترك المحرمات واجتناب بعض التصرفات المسيئة كالخصام والجدال لأتفه الأسباب , مشيرا إلى أنه يتعين على الصائم كذلك اجتناب إضاعة الوقت في سهر الليل فيما لا نفع فيه ولا طائل والاقبال على بيوت الله . وأكد الخطيب أن الحكمة من فرض الصيام ليست الحرمان من الطعام والشراب فقط بل هي , إلى جانب ذلك , غرس خلق المراقبة وخلق الصبر في نفوس المومنين إذ بهما تصدق النية وتقوى العزيمة فيثبتون أمام حوادث الدهروعوادي الزمن كما يمسكون عن كل ما ينافي الإيمان ولا يتفق وفضيلة التقوى , فالصائم ملاك في صورة الإنسان, لا يكذب ولا يرتاب ولا يدبر المكائد ولا يخادع ولا يأكل أموال الناس بالباطل. وقال الخطيب إن من فضائل شهر رمضان أيضا ما أرشد إليه النبي الكريم من تعجيل الفطور عند المغرب وتأخير السحور إلى وقته المفضل وإدخال المسرة والفرحة على ضعاف الحال بالافطار والإطعام لأن ذلك من أعظم الطاعات والقربات في الإسلام وذلك اقتداء بالرسول الكريم الذي كان أجود الناس بالخير والعطاء في كل الأوقات والأحوال , مؤكدا أنه لذلك كان أول هذا الشهر المبارك رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار. وأضاف الخطيب أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس , وسيرا على هدي جده المصطفى عليه الصلاة والسلام , دأب , منذ تربعه على عرش أسلافه المنعمين, وخلال هذا الشهر الكريم , على إغاثة الفئات المعوزة من أبناء شعبه وكشف ما بها من غمة وتفريج كربتها وإعادة الأمل إلى نفوسها بدفع عوامل البؤس والحاجة عنها وأسباب الفاقة والإقصاء والحرمان . وابتهل الخطيب في الختام إلى العلي القدير بأن ينصر أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأن يكون له وليا ونصيرا وأن يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع إلى الله عز وجل بأن يتغمد بواسع رحمته فقيدي العروبة والاسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويكرم مثواهما ويسكنهما فسيح جنانه.