كان خرير المياه المتدفقة بانسياب من جنبات صخرية، يمارس على وافدي منتجع بوعادل جاذبية خاصة.. منتجع بوعادل يتوفر على منسوب مائي يصل صبيبه إلى 600 لتر في الثانية فخضرة الفضاء تبعث بالانسجام لمجرد ولوج المنتجع، جمال الطبيعة المقرون بالعناية البشرية، كانا كافيين حتى ينعم الوافدون بلحظات استجمام يطبعها التعايش بينهم. فالوقت هنا يمضي بسرعة في نظر الوافدين، وهذا المنتجع صار مؤهلا لكسر الرتابة عن سكان القرى والبوادي المجاورة له، وهو الهدف المنشود الذي رمت إليه السلطات الإقليمية بتاونات حتى تنتعش السياحة القروية، ويستطيع معها السكان الاستمتاع بأيام في كنف منتجع طبيعي، محفوف بخصائص بيئية فريدة. إقبال الزوار على منتجع بوعادل، بجماعة بوعادل، قيادة بني وليد، إقليم تاونات على نحو كبير، ثمن أهمية ما بذلته السلطات الإقليمية من جهود، قصد تهيئة هذا الفضاء، وإن كان الوعاء العقاري يفتقد نوعا ما إلى سعة تتوافق والعدد الكبير للزوار الذي يقدر بحوالي 2000 زائر خلال اليوم في نهاية الأسبوع، غير أن موقعه الجغرافي المتميز وسط إقليم تاونات، جعل السلطات الإقليمية تعلن تحديها للعراقيل، التي من المحتمل أن تشوش على تهيئة مشروع "منتجع بوعادل"، إذ اعتمدت على توسيع الممرات المؤدية إلى المنبع وتدعيمه بجدار وقائي لتسهيل مرور الزوار إلى المنبع، حسب إفادة عبد الرحيم الوالي، المكلف بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي بعمالة تاونات، في توضيح منه أن "منتجع بوعادل يعد من المرافق السياحية التي يزخر بها الإقليم، ومن ثمة فهو يحظى بعناية خاصة من قبل السلطات المحلية، قصد الرفع من قيمته الجغرافية والطبيعية وتسخيره لصالح السكان بما يلبي احتياجاتهم النفسية والترفيهية". مضيفا أن " الحرص الشديد على خلق فضاءات سياحية بالإقليم، جعل السلطات الإقليمية تسهر على مشروع التهيئة وفق ما يضمن للإقليم إشعاعا تنمويا، يلائم موروثها الطبيعي، خاصة أن تاونات تحتضن أهم السدود بالمغرب، كسد الوحدة وسد إدريس الأول وسد السهلة وسد بوهودة، إلى جانب الأودية كواد ورغة، ثم وجود غابة الودكة وقلعة أمركو". دعوة للزيارة يواصل الوافدون على منتجع بوعادل الاستمتاع بظلال الأشجار، حيث انسياب المياه يظل جاريا، بمنأى عن شعورهم بالملل والضيق، رغم الازدحام الذي يشهده المنتجع، بعد أن حج إليه الزوار من مختلف القرى، ليصطف البعض على جنبات المسبح يرمقون تلك التدفقات المائية، فيما انشغل البعض بالسباحة، وآخرون فضلوا أن ينزووا في كراس لرشف المشروبات، هكذا كان الوافدون يقضون يومهم بهذا المنتجع الذي سمحت له مؤهلاته أن يحظى بثقة الوافدين، فالفضاء حسب رأيهم "يناسب لصرف الضغط النفسي وتجديد الرغبة في استئناف موسم جديد". كان الكثير من الوافدين يروقهم الوجود بهذا المنتجع كل سنة، لأن تميزه داخل الإقليم يدعو لاكتشاف ميزاته التي نادى بها من سبقوهم في الزيارة، لذلك فهم يكنون لهذا المنتجع الطبيعي إعجابا خاصا، بعدما شهد في الفترة الأخيرة تهيئة جديدة، إذ حسب تصريح عبد الرحيم عبد الرحيم الوالي، المكلف بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي بعمالة تاونات، فإن جرى بناء مسبح للأطفال بغلاف مالي يقدر ب 600 ألف درهم، من ميزانية المندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني، فيما أنجزت أشغال الإنارة العمومية وكذا المرافق الصحية، كما جرى بناء مسبح ثاني للكبار في إطار شراكة بين الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية والجماعة القروية لبوعادل، بغلاف مالي يقدر ب 540 ألف درهم. عذوبة المياه يتوفر منتجع بوعادل على منسوب مائي مرتفع، إذ يصل صبيبه إلى600 لتر في الثانية وهو مرشح للارتفاع حسب منسوب مياه الأمطار، فعذوبة هذه المياه وبرودتها تعفي الوافدين من استعمال "المبرد"، حسب قول محمد سطي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع تاونات، في تأكيد منه أن "المنتجع حظي بشهرة واسعة على المستوى الوطني، فأصبحت الجالية المغربية ترتاده على نحو مستمر، لكن غياب فنادق ودور للمبيت بالمنتجع، يظل مشكلا قائما، باعتبار أن الوعاء العقاري للمنتجع محدود المساحة، ما يطرح عائقا كبيرا في توسيع مجاله وكذا إحداث بعض المنشآت كالمقاهي والمطاعم والفنادق"، مشيرا إلى أن بعض شباب المنطقة استطاعوا أن يتاجروا في بعض المنتوجات المحلية التي تخص منطقة بوعادل كالزيوت والتين وأنواع من الفواكه كالبرقوق المجفف والأخضر، إلى جانب مصنوعات تقليدية تعتمد على الخشب، ما أكسب المنتجع خاصية يحفل بها سكان المنطقة، على أمل أن يتطور باستمرار ويحافظ على نشاطه السياحي طيلة السنة، ليس فقط في فصل الصيف. من جهة أخرى، ذكر السطي أن الوافدين يتطلعون إلى وجود مرافق للمبيت، لتفادي إكراهات بعد المسافة وضيق الوقت، إلى جانب تطلعهم إلى إنشاء مرآب للسيارات، تغنيهم عن تحمل المشي لمسافة طويلة بعد ركنها في أماكن بعيدة على نحو ضيق، مؤكدا، في الآن نفسه، أن "منتجع بوعادل يظل عامة فضاء طبيعيا متميزا ومتنفسا يخفف عن الوافدين وطأة حر الشمس بعد انسجامهم مع المياه المنهمرة من الجنبات الصخرية أو الغطس في المسابح بشكل استسلامي لعذوبة مياهه".