لم تترك العاصمة العلمية فرصة الاستفتاء الشعبي على الدستور، تمر دون أن تسجل حضورها في هذا الموعد الاستثنائي مع التاريخ، بعد أن عاشت أياما حافلة من التعبير عن المواطنة والتعبئة، دعما للمشروع الدستوري. فمنذ الساعات الأولى من يوم الاستفتاء الشعبي، الذي من شأنه أن يمنح دفعة قوية لمسيرة الإصلاح بالمملكة، توجه الناخبون والناخبات إلى مكاتب الاقتراع، تعبيرا عن رغبة جماعية في المساهمة في توطيد دعائم الديمقراطية. واستجاب سكان مدينة فاس، من فئات عمرية مختلفة، لهذا النداء الوطني، وفي مقدمتهم شباب وشابات يكتشفون لأول مرة صناديق الاقتراع. وعند حدود الساعة الثانية عشرة، بلغت نسبة المشاركة بجميع مكاتب الاقتراع المفتوحة على صعيد تراب عمالة فاس، ما يقارب 20.23 في المائة. وحسب مسؤولي عمالة فاس فإن هذا المعدل من المنتظر أن يرتفع على مدار اليوم خصوصا بعد أداء المواطنين صلاة الجمعة. وأكد حميد شباط، عمدة مدينة فاس، عند خروجه من مكتب التصويت، أن "يوم الجمعة يعد يوم عيد، ومناسبة للتعبير عن المواطنة والتعبئة من أجل بناء مغرب جديد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس". ودعا شباط، الذي يتقلد أيضا منصب الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، جميع المواطنين من مختلف الهيئات السياسية والنقابية، وفعاليات المجتمع المدني، للوحدة والانخراط الجماعي في الورش الكبير للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والحكامة الجيدة وتحسين مستوى عيش المواطنين. وعند خروجهم من مكاتب التصويت، عبر مجموعة من المواطنين لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن تفاؤلهم بتدشين حقبة جديدة، ستعزز مسلسل الإصلاحات الجارية، وتكرس الخيارات الديمقراطية للمملكة وتفضي إلى النهوض بالأوضاع المعيشية للمواطنين. يذكر أنه جرى تسجيل357 ألفا و81 شخصا في اللوائح الانتخابية بعمالة فاس، التي تضم مقاطعات (أكدال، وسايس، وفاسالمدينة، والجنانات، وسهب الورد، والمرينيين، والشراردة، وزواغة) وباشوية المشور، بالإضافة إلى ثلاث جماعات قروية (أولاد الطيب، وسيدي حرازم، وعين البيضا) التابعة لعمالة فاس.