أكد وزير الدفاع السوري العماد علي حبيب، أول أمس الأحد، أن بلاده تتعرض ل"مؤامرة تأخذ أشكالا عدة إذ تمارس عليها ضغوط في محاولة للتدويل والتدخل الخارجي ودعم الانقسام والاقتتال الداخلي". لاجئون سوريون في مخيم على الحدود التركية (أ ف ب) وقال العماد حبيب في كلمة بمناسبة تخريج دورتي القيادة والأركان العليا والدفاع الوطني" في الجيش السوري إن "الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية عملت على فرض إجراءات ضد سوريا ومحاولة استصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن إدانة لها وصولا إلى الضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحويل الملف النووي السوري إلى مجلس الأمن "وفقا للوكالة السورية للأنباء (سانا). واعتبر وزير الدفاع السوري أن هذا "المشروع التآمري" تزامن مع ما أسماه ب "حملة تضليلية عبر عدد من القنوات الناطقة بالعربية والأجنبية في محاولة لتأجيج نار الفتنة والتحريض على القتل، في الوقت الذي يتعامون عن رؤية حقيقة الممارسات الإجرامية للتنظيمات الإرهابية المسلحة". من جهة أخرى، قال ناشطون في المعارضة السورية إن مجموعة من اللاجئين إلى المخيمات عند الحدود التركية عادوا في الساعات الماضية إلى جسر الشغور، لكن سرعان ما اعتقلتهم أجهزة الأمن أو قتلتهم، في حين قال مسؤول عسكري سوري إن أكثر من 400 من أفراد الأمن السوري قضوا خلال أشهر الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة. وصرح اللواء رياض حداد، الناطق باسم الجيش السوري، في مقابلة مع الشبكة في دمشق، أن 1300 عنصر أمن جرحوا، وقتل 300 جندي، بالإضافة إلى 50 ضابط أمن، و60 شرطيا. وأضاف أن 700، ممن وصفهم ب"الإرهابيين" وعائلاتهم فروا من وجه السلطات السورية إلى داخل تركيا. واتهم حداد، خلال المقابلة، من أسماهم ب"العصابات المسلحة" بقتل رجال الأمن أثناء الاحتجاجات الشعبية، التي عصفت بسوريا أخيراً. وكان الآلاف من السوريين فروا إلى تركيا من وجه الحملة العسكرية، التي أطلقتها سوريا للتصدي للاحتجاجات الشعبية المناهضة للرئيس، بشار الأسد، التي قتل وأصيب خلالها المئات من المحتجين. من جانبه، يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من المدنيين، الذين شاركوا في الاحتجاجات. إذ قال رامي عبد الرحمن، مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قرابة 10 آلاف شخص اعتقلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية منتصف مارس الماضي. أما منظمة "هيومن رايتس ووتش" فتشير إلى سقوط 1337 قتيلاً في صفوف المحتجين. من جانب آخر، قال جمال صائب، الناشط المعارض السوري الموجود في تركيا، إن قوات الأمن السورية نفذت حملة اعتقالات واسعة في القرى المحيطة بمدينة جسر الشغور، التي فر أهلها أخيراً إلى تركيا. وأضاف صائب أن عدد المعتقلين فاق 500 شخص، جرى نقلهم إلى جسر الشغور نفسها قبل وصول الإعلام إليها، وطُلب منهم التصرف على أنهم من سكان المدينة، والوقوف عند مداخل المحلات التجارية المفتوحة والتحدث وكأنهم أصحابها. أما الناشط محمد فيدو، الموجود بدوره في تركيا، وقال إن ما بين 300 و400 شخص قرروا أخيراً العودة من مخيمات اللاجئين في تركيا إلى جسر الشغور، نظراً للظروف الصعبة في المخيمات، وأضاف أنه بالاتصال معهم قاموا بإبلاغه عن تعرض عدد كبير منهم للاعتقال أو القتل على يد القوى الأمنية. وحسب فيدو، تقدمت القوات السورية باتجاه المزيد من التجمعات السكانية القريبة من الحدود مع تركيا، فدخلت إلى قرية الناجية، حيث قامت بإطلاق النار عشوائياً، على حد تعبيره. وأصدرت السلطات التركية من جانبها بياناً حول تطورات قضايا الإغاثة، فقالت إن مخيمات اللاجئين باتت تضم 11458 نازحاً من الأراضي السورية، مضيفة أن عمليات توزيع المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية عليهم وعلى مدنيين آخرين يوجدون عند الجانب السوري من الحدود مستمرة منذ 17 يونيو الجاري.