أكد منظمو مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، أن الفيلم المغربي "جناح الهوى" لعبد الحي العراقي، سيمثل المغرب في الدورة 17 للتظاهرة ملصق المهرجان (خاص) والتي تنظمها جمعية "مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون" تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 24 يونيو الجاري إلى 2 يوليوز المقبل. وأوضحوا خلال ندوة صحفية عقدت، أخيرا، بالرباط، لتقديم برنامج هذه الدورة، أن "جناح الهوى" سيشارك إلى جانب 18 فيلما تمثل مختلف البلدان في المسابقة الرسمية، علاوة على عرض 5 أفلام أجنبية في إطار فقرة " بانوراما " تحت عنوان "خمسون سنة من دفاتر السينما". وعن اختيار فيلمه في المسابقة الرسمية للمهرجان، قال المخرج عبد الحي العراقي، إن "جناح الهوى" مستوحى من نص روائي أبدعه الكاتب المغربي محمد النايد علي تحت عنوان "قطع مختارة"، مشيرا في تصريح ل"المغربية" إلى أنه حاول أن يقدم للسينما المغربية نصا روائيا مغربيا جيدا، في قالب ميلودرامي مثير، على أن يبقى وفيا لجوهر النص الروائي، رغم أنه أضفى على السيناريو بعدا رومانسيا تجلى في العلاقة الجامحة، التي جمعت "التهامي"، الذي جسد دوره الممثل المغربي عمر لطفي، و"زينب"، التي جسدت دورها الممثلة المغربية المقيمة بفرنسا وداد إلمة. وقال العراقي إنه كان حريصا على إسناد الدور لممثلة مغربية، حتى يبقى وفيا للنص الروائي، وإنه لم يجد أفضل من وداد، التي تنبأ لها بمستقبل فني واعد، رغم أنه عانى كثيرا في تقديمها بالشكل المطلوب، لأنها لم يسبق لها أن مثلت في أي فيلم سينمائي من قبل، مشيرا إلى أنه حاول أن يرفع الحاجز النفسي بين كل المشاركين في الفيلم، بإقناعه بضرورة نسج علاقات صداقة خارج أوقات التصوير، خصوصا بين بطل الفيلم عمر لطفي، ووداد إلمة، وآمال عيوش، أيضا، حتى تكون المشاهد أكثر صدقا وحرفية، لأن أقوى أداة في يدي الممثل لكي يجاري اللحظة ويعيشها هي الممثل الآخر، الذي يشاركه المشهد. أما بالنسبة للأدوار الأخرى، أكد العراقي أنه لم يجد صعوبة في اختيار الممثلين، خصوصا عمر لطفي، الذي أشاد بأدائه في الفيلم، مشيرا إلى أن التعامل معه كان سهلا، إذ سبق أن أسند إليه دور البطولة في السلسلة الرمضانية "الحراز"، التي جسد فيها دورا مشابها إلى حد ما، شخصية العاشق الولهان، الذي يحاول تخليص حبيبته من براثن الحراز الماكر، كما أكد أنه كان مقتنعا تماما بأداء كل من شاركوا في الفيلم، خصوصا أمال عيوش، التي أبدعت في دور "الحاجة حليمة"، وعبدو المسناوي، الذي جذب الأنظار بدور "الأب الفقيه العادل"، وإدريس الروخ، الذي ظهر بشكل مختلف في دور "المقدم"، كما أبدعت فاطمة تيحيحت في أداء دور الأم، وكذلك زهيرة صديق في دور "رحمة"، ومحمد التسولي في دور العسكري المتقاعد، والمهدي فولان في دور "عمر"، ونسرين الراضي في دور"كلثوم". وتدور أحداث الفيلم، حول شخصية "التهامي"، الشاب المراهق، والابن الوحيد، لأسرة محافظة، تفشل في تكوينه وإقناعه بأن يصبح عدلا أو قاضيا مثل والده، رغم الضغط الذي يمارس عليه، لينتهي به المطاف إلى عالم الجزارة، التي يجد فيها نفسه، خصوصا أنها أيقظت رغباته الجنسية، بحكم ارتباطه بعدد من النساء اللواتي كن يرتدن محله، لينتهي به المطاف بعلاقة لا شرعية بالزوجة الثانية لعسكري متقاعد "زينب"، التي ستصبح زوجته، بعد قصة عشق مثيرة ستكلفه مقاطعة عائلته، وهجران زوجته التي اختارها له والده. من جهة أخرى، اختار منظمو مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف شعار "كلنا ضد القرصنة " للدورة 17 لهذه التظاهرة، وأوضحوا أن اختيار هذا الشعار ينبع من القناعة بضرورة اللجوء إلى آليات وقائية جديدة لاستبدال الأساليب التقليدية في محاربة القرصنة. وفي هذا الصدد، أكد المنظمون أنه سيجري اقتراح تشكيلة من الأفلام الجديدة والمتنوعة وتوزيعها في نقط بيع يجري اختيارها بعناية في مختلف أرجاء المملكة، وإشراك بائعين ذوي خبرة كبيرة في مجال الوسائط الرقمية. وأبرز رئيس مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، عبد الحق المنطرش، في كلمة خلال هذه الندوة، أن هذه الدورة تتميز بالمزج بين البنية التقليدية للبرنامج العام للمهرجان بعناصر أخرى جديدة. وقال إن المهرجان يخلق "لحظة قوية" لتكريم الفنانة المغربية ثريا جبران من خلال عرض مجموعة من أفلامها. وستعمل هذه الدورة، يضيف المنطرش، على تكريم السينما السورية بتجاربها المختلفة، والاحتفاء بإحدى مدارس السينما المصرية، من خلال تنظيم ندوة حول نجيب محفوظ ، الذي أثرت أعماله الروائية في المتن السينمائي، بمناسبة ذكراه المائوية. وأكد أن الجمهور السينمائي سيكون على موعد مع آخر الإنتاجات السينمائية المصرية في عهد الثورة، من خلال عرض أفلام قصيرة شاهدة على 18 يوما من الاحتجاجات الشعبية في مصر. وأضاف المنظمون أن الدورة ستكرم اسمين كبيرين في السينما المغربية الفنانان أحمد البوعناني ومحمد لطفي، من خلال عرض نماذج من أعمالهما، فضلا عن تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الشباب في مجال تقنيات السينما وقراءة الفيلم وعرض أشرطة متميزة خاصة بالأطفال. ويتميز برنامج هذه الدورة، أيضا، بالانفتاح على الأفلام القصيرة وسينما الهجرة والأفلام الوثائقية، إضافة إلى تنظيم مائدة مستديرة في موضوع "السينما والرواية" بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب وحضور مدراء المهرجانات العربية. وتتكون لجنة التحكيم، التي يترأسها السينمائي التونسي رضا الباهي، من الموسيقي الشيلي خورخي أرياكادا، والممثلة المصرية لبلبة، والسيناريست الكندي دانييل سويسا، والسيناريست الإيراني عباس باختياري، وإيلينا خيمينيز مديرة مهرجان بفرنسا. كما تضم اللجنة فنانين من المغرب، ويتعلق الأمر بالممثلة سناء موزيان، والمنتجة نفيسة السباعي، والمخرج المسرحي جمال الدين الدخيسي. وستفتتح الدورة بالفيلم المغربي "النهاية" للمخرج هشام العسري، وستختتم بالفيلم البوسني "لونا" للمخرجة جزميلا زبانيك.