افتتحت يوم السبت الدورة ال17 لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط بحضور مخرجين وممثلين وفاعلين سينمائيين مغاربة وأجانب. وتعرف هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية ثاني أبريل المقبل، عرض أزيد من 50 فيلما، تتوزع بين الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، وتلك التي ستعرض خارجها. وفي كلمة بهذه المناسبة، قال مدير المهرجان السيد أحمد حسني، إن مهرجان تطوان يحتفي بأكثر الفنون شعبية في العالم، وليس من المفاجئ أن الاحتفاء بالسينما يتم في المغرب، بلد الحضارة العريقة والانفتاح والتعايش، وفي مدينة تطوان تحديدا، مدينة الفنون والثقافات والتقاليد الكبرى والضيافة والسخاء. وأضاف السيد حسني أن هذه الدورة تقترح أفلاما متفردة محملة بهواء المتوسط العليل وممثلة لانشغالات وطموحات مواطنين متوسطيين وحاملة لرسائل السلام والتسامح والمحبة، مبرزا أن مهرجان تطوان السينمائي يظل وفيا للأهداف التي رسمها لنفسه والمتمثلة في تسليط الأضواء على السينما الراقية المدافعة عن قيم التبادل والسخاء والتعاون. وتم خلال حفل الافتتاح، الذي حضرته شخصيات من عالم الفن والثقافة والسياسة والإعلام، بتكريم المخرجين المصري داود عبد السيد والمغربي عبد القادر لقطع، حيث تسلما درع المهرجان. وفي هذا الإطار قال داود عبد السيد، الذي افتتح فيلمه "رسائل البحر" المهرجان، بأن إبداعه نتاج سنوات من العمل، مضيفا أن هذا الشريط محاولة للتذكر والتفكير في القيم الإنسانية. أما عبد القادر لقطع فأبرز أن تكريمه في هذه التظاهرة تحفيز لتجديد آليات عمله للتعبير عن المتغيرات التي يعرفها المجتمع المغربي حاليا وخاصة منها تطلعات الشباب. وتخلل الحفل، الذي تم خلاله تقديم أعضاء لجان تحكيم المسابقة الرسمية لهذه الدورة، وصلات فنية لفرقة "إخلاص" التطوانية برئاسة الفنانة وفاء العسلي التي قدمت مجموعة من الأغاني التي تنهل من التراث التطواني. وسيخوض غمار المنافسة في المسابقة الرسمية 11 فيلما رسميا، ويتعلق الأمر بفيلم "الناموسية" لأغوستي فيا (إسبانيا)، و"كسموس" لمخرجه ريحا إردم (تركيا)، و"في المرة الرابعة" للمخرج ميشيلانجيلو فرامارتينو، و"الناس الطيبون" لإيفانو دي ماتيو (إيطاليا)، و"أنجيل وطوني" لأليكس دو لا بورت (فرنسا)، و"الساحة" لدحمان أوزيد (الجزائر)، و"بنتان من مصر" لمحمد أمين، و"8 7 6" لمحمد دياب (مصر)، و"جناح الهوى" لعبد الحي العراقي، و"الجامع" لداود اولاد السيد (المغرب)، و"دمشق مع حبي" للمخرج محمود عبد العزيز (سوريا). وتتنافس الأفلام المشاركة، في إطار في المسابقة الرسمية، على 10 جوائز، ست منها خاصة بالفيلم الطويل، وهي جائزة الجمهور وجائزة أحسن دور رجالي وجائزة أحسن دور نسائي وجائزة العمل الأول وجائزة لجنة التحكيم والجائزة الكبرى للمهرجان. كما تتنافس الأفلام القصيرة على ثلاث جوائز، وهي جائزة الابتكار ولجنة التحكيم الخاصة والجائزة الكبرى، في حين تتنافس الأفلام الوثائقية على ثلاث جوائز أيضا. وقد أسندت رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة لهذه الدورة للمخرج الروسي إغور مناييف، وتضم كلا من المخرج المصري خالد يوسف والإيطالي موريسيو زاغاررو والأستاذ الجامعي المغربي نور الدين أفاية، والمدير العام للمهرجان الدولي للأفلام الوثائقية بمرسيليا جون بيير ريم، ومديرة المهرجان الدولي للسينما ببرشلونة مارغاريتا فرنانديز. يذكر أن هذا المهرجان، الذي أحدث سنة 1985 بمبادرة من أعضاء جمعية أحباء السينما بتطوان، يهدف إلى مزيد من النهوض بالمشهد السينمائي في بلدان المتوسط.