غادر آلاف السوريين بلدة معرة النعمان الأثرية، فرارا من الدبابات التي تتقدم في شمال البلاد في حملة عسكرية آخذة في الاتساع لسحق احتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد. سوريون يتضامنون مع مواطنيهم في المناطق الشمالية (أ ف ب) وفي شرق البلاد انتشرت الدبابات والمركبات المدرعة في مدينة دير الزور وفي البوكمال على الحدود مع العراق، بعد مرور أسبوع على نزول عشرات الآلآف من المواطنين إلى الشوارع، مطالبين بإنهاء حكم الأسد. ويغلب على المنطقة التي يأتي منها كل إنتاج سوريا من النفط ويبلغ 380 ألف برميل يوميا الطابع القبلي. وفي معرة النعمان، التي تقع على الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب ثاني أكبر مدن سوريا نادت مكبرات الصوت في المساجد، محذرة "الجيش قادم ابحثوا عن الأمان لأنفسكم ولعائلاتكم". ويقول سكان إن القوات السورية تقدمت إلى معرة النعمان بعد اعتقال مئات الأشخاص في القرى القريبة من جسر الشغور. وقال التلفزيون السوري إن بعض وحدات الجيش والقوى الأمنية "تتابع مهمتها بملاحقة وتعقب ما تبقى من فلول عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة في المناطق المحيطة بمدينة جسر الشغور وبتمكين السكان المدنيين من العودة إلى مناطقهم التي خرجوا منها". وتدفق سكان من معرة النعمان وجسر الشغور والقرى المحيطة بهما على حلب وعلى القرى الواقعة في الصحراء إلى الشرق، بينما اتجه البعض إلى تركيا المجاورة، التي فر إليها بالفعل أكثر من 8500 سوري. ومنعت سوريا معظم المراسلين الأجانب، منذ بدء الاضطرابات ما جعل من الصعب التحقق من صحة الروايات للأحداث هناك. وقال شهود في محافظة دير الزور الشرقية إن عدة دبابات توغلت داخل عاصمة المحافظة التي تقع على نهر الفرات، بعد أن انسحبت قوات الأمن من الشوارع الأسبوع الماضي. وأضافوا أن الاحتجاجات تواصلت ووقعت مواجهة عنيفة هذا الأسبوع بين مؤيدين للأسد ومحتجين أصيب خلالها عدة أشخاص إصابات بالغة. وقادت فرنسا بدعم بريطاني جهودا لاستصدار قرار من مجلس الأمن يندد بالقمع الذي يمارسه الأسد للاحتجاجات لكن روسيا والصين هددتا باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار. وأقامت تركيا أربعة مخيمات للاجئين على جانبها من الحدود وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن السلطات ربما تقيم المزيد. وأضافت أن عدد اللاجئين القادم معظمهم من منطقة جسر الشغور في شمال غرب سوريا بلغ 8538 أكثر من نصفهم أطفال. من جهة أخرى، أعلن مصدر حكومي أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، استقبل، أمس الأربعاء، مبعوثا للرئيس السوري، بشار الأسد، بعدما حث النظام السوري على اعتماد إصلاحات ووقف القمع فورا. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه إن "حسن التركماني المبعوث الخاص للرئيس السوري سيلتقي أردوغان بعد الظهر لبحث التطورات في سوريا". وكان أردوغان حث مجددا الرئيس السوري في اتصال هاتفي على وضع جدول زمني للإصلاحات ووقف القمع في بلاده. ودعا أردوغان الرئيس السوري إلى "التوقف عن اللجوء إلى العنف ووقف الاضطرابات" التي تجتاح سوريا منذ اندلاع التظاهرات المناهضة للنظام في مارس الماضي, حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول. وأضافت الوكالة أن أردوغان أكد للأسد ضرورة "وضع جدول زمني للإصلاحات بالسرعة الممكنة وتطبيقها بسرعة شديدة".