أفاد تقرير مشترك لمنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي بأن أزيد من مليار نسمة عبر العالم يعانون من شكل ما من أشكال العجز والإعاقة, داعيا الحكومات لبذل المزيد من الجهود لتمكين هذه الفئة من الحصول على الخدمات العامة وعلى الاستثمار في البرامج المتخصصة بغرض تحرير الطاقات الكبيرة التي يملكها المعاقون. وأشار التقرير العالمي , الأول من نوعه الذي يتناول موضوع الإعاقة إلى أن هذه الفئة تشكل15 بالمائة من سكان العالم من ضمنهم4 بالمائة يواجهون صعوبات كبيرة في القيام بوظائفهم العادية. ووفقا للتقرير الذي وزعه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة , فإن حوالي785 مليون شخص ممن تبلغ أعمارهم15 عاما أو أكثر يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة, يعاني110 مليون شخص منهم من صعوبات بالغة في الولوج الى الخدمات الأساسية. وكشف التقرير أيضا استنادا إلى تقديرات العبء العالمي للأمراض أن190 مليون شخص يعانون إعاقة شديدة وهو المصطلح الذي يستخدم لحالات مثل الشلل الرباعي أو الاكتئاب الوخيم , أو الكف البصري (العمى), مسجلا أن95 مليون طفل من سن الولادة حتى سن14 سنة يعانون من الإعاقة,13 مليون منهم مصابون بنوع من الإعاقة الشديدة. وحذر التقرير من أن عدد المصابين بالإعاقة آخذ في الازدياد بسبب الارتفاع العالمي في معدلات الحالات الصحية المزمنة المترافقة مع شكل من أشكال الإعاقة مثل مرض السكري والأمراض القلبية والاعتلالات النفسية. وأوضح أن أنماط الإعاقة تختلف من بلد إلى آخر بحسب السياسات الصحية المتبعة والتوجهات المرتبطة بالعوامل البيئية وعوامل آخرى متنوعة مثل حوادث الطرق والكوارث الطبيعية والنظم الغذائية وتعاطي المخدرات, مضيفا أن انتشار الإعاقة في البلدان المنخفضة الدخل أعلى منه في البلدان ذات الدخل المرتفع, كما تنتشر نسبة الإعاقة بصورة أكبر بين الشريحة العمرية المسنة الأشد فقرا وبين النساء ووسط ذوي المؤهلات التعليمية الضعيفة. وأشار إلى أن هناك القليل من البلدان التي تمتلك آليات مناسبة تمكن من الاستجابة لاحتياجات المعاقين , الذين يعانون في دول أخرى عديدة من مشاكل الاندماج والتمييز وانعدام خدمات الرعاية والتأهيل الملائمة وغياب الولوجيات وعدم الاستفادة من تكنولوجيات المعلومات والاتصال, مما يجعل منهم أقل حظا من غيرهم في مجال الاستفادة من الخدمات. ودعت مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تذليل العقبات التي تسهم في تمييز المعاقين عن غيرهم وإجبارهم في غالب الأحيان على البقاء على هامش المجتمع. أما روبرت زوليك رئيس مجموعة البنك الدولي فاعتبر من جهته أن العمل على تلبية احتياجات المعاقين من الصحة والتعليم والعمل وغيرها من الاحتياجات التنموية من الأمور الأساسية لبلوغ المرامي الإنمائية للألفية, داعيا من جهته الى مساعدة هذه الشريحة العريضة من المجتمع على الاستفادة, بشكل متكافىء, من فرص المشاركة في مجتمعاتهم المحلية والإسهام فيها.