أمر قاضي التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة الاستئناف بسطات، الثلاثاء الماضي، بوضع المشتبه فيه الثالث في قضية ما بات يعرف بملف "اختطاف واحتجاز المدعو (ح.ه)"، رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن الفلاحي عين علي مومن بمدينة سطات قصر العدالة بسطات بعد متابعته من أجل تهم تكوين عصابة إجرامية، والاختطاف بواسطة آلية ذات محرك والاحتجاز والمشاركة، والسرقة الموصوفة. وحدد قاضي التحقيق، يوم الثامن والعشرين من يونيو الجاري، لمثول المتهم أمامه، للمرة الثانية في إطار التحقيق التفصيلي. جاء قرار قاضي التحقيق بعد أن أحالت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المتهم صباح يوم الاثنين الماضي، على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بسطات، الذي أحاله بدوره على قاضي التحقيق لدى المحكمة نفسها، بعد الاضطلاع على محاضر الضابطة القضائية، التي تتضمن تصريحات المتهم. وكانت عناصر الشرطة القضائية ألقت القبض على المتهم بمدينة أكادير، التي كان يعمل بها، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، بعدما كانت صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية. وتعود فصول القضية إلى يوليوز 1998، حين اختفى الضحية المدعو (ح.ه) عن الأنظار، حيث بقي اختفائه غامضا إلى أن تقدم شخصا وصف نفسه ب "فاعل خير"، سنة 2010، أي بعد 13 عاما على وقوع الحادث أمام الضابطة القضائية التابعة للأمن الولائي بمدينة سطات، ليعترف أنه جرى اختطاف الضحية من طرف ثلاثة أشخاص بواسطة سيارة من نوع "رونو 18" بالقرب من الحديقة المجاورة لأحد الأزقة بحي الملاح خلف وكالة بنكية. بناء على تصريحات "فاعل الخير"، باشرت الضابطة القضائية تحرياتها، وفتحت تحقيقا موسعا، إذ بعد البحث والتقصي تمكن عناصر الضابطة من الوصول إلى هوية المشتبه فيهم، حيث ألقى المحققون القبض على المتهم الأول، الذي اعترف بأنه قام بمساعدة المتهمين الآخرين في شل حركة الضحية، واقتياده إلى السيارة بعدما أقنعاه بأنه لص، وكشفت التحقيقات أن المتهم الثاني يقضي عقوبة حبسية بسجن سطات بعد إدانته في قضية أخرى، أما المتهم الثالث فتبين أنه يوجد بمدينة أكادير حيث يعمل هناك، الشيء الذي جعل عناصر الضابطة القضائية تتجه نحو هذه الأخيرة، لإلقاء القبض عليه، لكن لم يعثروا عليه، لأنه كان أخلى المنزل الذي يقطن فيه، فجرت إحالة ملف المتهمين على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي حررت في حق المتهم الثالث مذكرة بحث على الصعيد الوطني، قبل أن تتمكن من اعتقاله وإحالته على الوكيل العام باستئنافية سطات. للإشارة فإن مساعد المتهمين (المتهم الأول المقبوض عليه)، توبع في حالة سراح مؤقت، أما المتهم الثاني، فيوجد رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن الفلاحي عين علي مومن بسطات، بعد متابعته في إطار الملف نفسه، بالتهم ذاتها (تكوين عصابة إجرامية، والاختطاف بواسطة آلية ذات محرك والاحتجاز والمشاركة، والسرقة الموصوفة).