أوصى باحثون في علوم التربية التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات المصيرية، وعلى رأسها البكالوريا، إلى العمل بمنهجية عبر تنظيم وإدارة أوقات المراجعة وتوزيعها حسب المواد المختلفة (درقاوي) ذلك عبر التركيز على المادة التي يراجعها التلميذ، وتجنب تشتت الانتباه وعدم قطع حبل الدراسة التي حدد لكل مادة، وبالعمل في أفواج، باعتبار أن التلميذ يمكن أن يفيد زميله في عملية المراجعة أكثر من الأستاذ. وشددوا، في حديثهم مع "المغربية"، على ضرورة البداية بالمادة المحببة التي تتطلب وقتا أقل للمراجعة، والانتهاء بالمادة التي تحتاج لوقت أطول، مبرزين أن الصباح الباكر أفضل الأوقات لمراجعة المواد التي تحتاج للحفظ، لأن الذهن يكون في أفضل حالاته في الصباح، والتلاميذ ملزمون بالاستثمار في الوقت ومعرفة تقسيمه بعقلانية، مع ضرورة ترتيب الأولويات، كما أنهم معنيون بتفادي العديد من الأمور، التي يعتقدون بأنها مفيدة بينما هي ليست كذلك في مثل هذه الفترة التي تسبق الامتحانات. وبالنسبة لمواد الفهم كالرياضيات والعلوم، ينصح الأساتذة الباحثون التلاميذ العلميين والتقنين بأن تكون بالكتابة واستخدام الورقة والقلم والتدريب المتواصل على الحلول، وخلص الأساتذة الباحثون في التربية إلى أن الأهم ليس الساعات التي يقضيها التلميذ في المراجعة، إنما كمية المعلومات التي جرى استيعابها. وفي حديثه عن دور الأسر في هذه المرحلة الدقيقة من الموسم الدراسي، قال أحمد العريفي، أستاذ باحث في علم النفس، إن اهتمام وحرص الآباء على أبنائهم التلاميذ يجب أن يستمر طيلة الموسم الدراسي، لأن البكالوريا هي نتاج سنتين من الجد والعمل والاجتهاد المتواصل، وحينما يصل أبناؤها إلى شهر ماي، عليهم أن ينسوا الدراسة قليلا ويركزوا على تحضير أبنائهم نفسيا، من خلال جلسات الاسترخاء والتخلص من سلبيات التوتر والقلق النفسي التي تنتاب كل التلاميذ في مثل هذا الوقت الذي يسبق الامتحانات. هذا ما يؤكده المختصون في علم النفس، إذ ينصحوا أولياء الأمور بالاهتمام بالجانب الصحي للتلميذ بالتغذية السليمة مع تفادي المنبهات وأن يعتمدوا على أنفسهم لا على دروس الدعم في كل شيء، وفي الوقت نفسه ألا يرهقوا أنفسهم، داعين إلى تنظيم أوقات النوم جيدا لأن النوم لساعات كافية لا تقل عن سبع ساعات يوميا يقوي الذهن، مشددين على ضرورة ألا يحاول التلميذ مقاومة النوم بعد أن يشعر بالتعب لأن للأعصاب طاقة تحمل لا يجب تجاوزها، والنوم يساهم أيضا في تنمية قدرات الذاكرة وتحفيزها، وبالتالي فمحاولة مغالبة النوم هو إنهاك للجسد والتأثير على قدرة التركيز التي تبقى حجر الزاوية في الحفظ والمراجعة والتحصيل. كما ينصح المختصون التلاميذ المقبلين على الامتحانات على ممارسة الرياضة للتقليل من التوتر، خاصة السباحة والعدو، حيث يعد أمرا مفيدا يساعد على الاسترخاء. وفي السياق نفسه، يحذر المختصون التلاميذ من عدوهم الأول أثناء الامتحانات المصيرية ألا وهو التسرع في الإجابة دون فهم السؤال جيدا، لذا عليهم قراءة ورقة الأسئلة مرارا وتكرارا قبل الشروع في الإجابة. من جهة أخرى، أكد الدكتور محمد بيروني، اختصاصي في التغذية، أن تنشيط الذاكرة يجري بأطعمة تحتوي على فيتامين "ب " اللازم لعمل المخ، ناصحا التلاميذ بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم اللازم لضبط الأعصاب، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة كثيرة من الدهون. وبخصوص بعض الأدوية التي يروج لها قبل موسم الامتحانات على أنها تساعد على إزالة العياء، فأكد الدكتور بيروني أن هذه الأدوية تجعل الجسم بالفعل يعمل بصورة أكبر، لكن خلايا الذاكرة لها قدرة على العمل وإذا أجبرناها على العمل بمعدل أكبر، فسوف ينعكس ذلك سلبا على صحة التلميذ.