في حديثهم عن الكيفية السليمة للمراجعة، استعدادا للامتحانات، يرى باحثون في علوم التربية أن التلميذ في حاجة أولا إلى إعداد نفسي، يدرك من خلاله أن الامتحان ما هو إلا تحصيل لما سبقت دراسته، ومقياس لما استوعبه طوال عام دراسي كامل. وقالوا، في حديثهم مع "المغربية"، إن من واجب المدرس "تعويد تلامذته على ظروف الامتحانات، من خلال إجراء اختبارات فصلية حتى تجعل التلميذ يقف عند مكامن ضعفه لرفع مستواه التحصيلي مما سيساعده على إزالة تلك الرهبة من الامتحانات". هذا ما أكده العديد من المدرسين، ممن استقت "المغربية"، آراءهم وأوضحوا أن القواعد العامة للمراجعة "مركبة، تبتدئ من كيفية انتباه التلميذ للشرح في الفصل أثناء تلقي المعلومات، ومدى تمكن المدرس من بيداغوجيا الإيصال لترسيخ المعلومة في ذهن التلميذ، مرورا بمدى قدرة هذا الأخير على استغلال الوقت للمراجعة المستمرة، تفاديا للتسويف والتأجيل، وأن يكون اهتمامه أكثر بالبحث عن المعنى العام والفكرة العامة للمادة التي يراد مراجعتها، وإدراك الخطوط العريضة والأفكار الرئيسية، حتى يمكنه الربط بين تفصيلات المادة وفق تخطيط شخصي يساعده على الاستيعاب والفهم". وقال محدثونا إن المعلومة، التي جرى فهمها، على التلميذ أن "يربطها بأشياء لا يمكن للشخص أن ينساها"، معتبرين أن التصنيف "يثبت المعلومة، وأن الربط، الذي يمكن أن يكون بقصة، أو واقعة، مثلا، يمكن التلميذ من تسهيل عملية التخزين، بالاعتماد على منهجية لها تسلسل في بنائها تسهل عليه مأمورية سرده للمعلومة وحيثياتها ويضمن بذلك عدم نسيانها". وبهذا الخصوص شدد عبد الرحيم مصلي، باحث في علم النفس، على ضرورة أن تكون نفسية التلميذ في الفترة التي تسبق الامتحانات "مفعمة بالأمل، تواقة إلى التجاوب بشكل إيجابي مع مواد الاختبارات". وتساءل محدثنا في السياق ذاته "هل يعيش تلامذتنا في أوساطهم الاجتماعية في أجواء تسمح لهم بالتركيز والإبداع، علما أن معظم الأسر المغربية، تعيش فيها جحافل من المعطلين، منهم من تجاوز بنجاح جميع الامتحانات الدراسية وتفوق في بعض المباريات المهنية، لكن غياب مناصب الشغل والحاجة، جعلا طموحه وأحلامه تنكسر على سندان الواقع، هذا دون الحديث عن المناهج الدراسية والمقررات، التي تبدو في كمها معيقات التحصيل الكيفي". هذا ما أشار إليه العديد من نساء ورجال التعليم، وأكدوا لنا أنه "من أجل أن تعطي مشاريع البرنامج الاستعجالي النتائج المرجوة، يجب أن ينكب القائمون على الشأن التعليمي ببلادنا على بلورة مناهج ومقررات دقيقة، تعتمد على الكيف ومقاربة ماهية الشيء، لمخاطبة عقل التلميذ ومواكبة طريقة نموه الفكري"، إذ لا يعقل، تقول المصادر، أن "تتعامل الوزارة الوصية مع التلميذ في يوم الامتحان بمنطق المباغثة والحيل لإيقاعه في سوء الإجابة؟". ومن هنا، وأمام هذا الكم الهائل من الاختلالات المنهجية، يجمع العديد من المتتبعين للشأن التعليمي أن الخاسر الأكبر هو المستوى التعليمي ببلادنا، الذي بدلا من أن يكون له وقع الموجه لمسيرة التنمية، أصبح يشكل حجر عثرة يحول دون السير التنموي على السكة الصحيحة. والسؤال المطروح بحدة، متى سنكيف مناهجنا التعليمية مع الاستراتيجية الكبرى للبلاد، للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ؟