احتفلت أسرة تحرير مجلة "رباط الكتب" الإلكترونية المغربية، التي تهتم بالتعريف بالإصدارات المتميزة في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والفلسفة، إلى جانب قضايا الكتاب والقراءة، مساء فاتح يونيو الجاري، بمقر مركز تواصل الثقافات بالرباط جانب من حضور اللقاء - خاص بصدور العدد العاشر من المجلة، التي انطلقت سنة 2007 بمبادرة من الكاتبين عبد الحي المودن، وعبد الأحد السبتي، من أجل إعادة الاعتبار للكتاب المغربي والعربي بشكل خاص، والكتاب الأجنبي بشكل عام. وخلال هذا اللقاء الاحتفائي والتواصلي، الذي حضره عبد الرحيم بنحادة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وهيئة تحرير المجلة، ومجموعة من الأساتذة والباحثين الأكاديميين، ذكر عبد الحي المودن، رئيس مركز تواصل الثقافات، والمشرف على مجلة "رباط الكتب" الإلكترونية، التي كانت مجرد حلم في البداية، أنها بلغت سنتها الرابعة بهذا العدد العاشر، وقطعت أشواطا مهمة بفضل مساهمة العديد من الأصدقاء والزملاء، وساهمت في تعريف القراء بالكتب ومحتوياتها، وإخراجها من رفوف المكتبات إلى أبواب العالم الافتراضي. وأضاف أن مجلة "رباط الكتب" الإلكترونية تعد قراءها بالانتظام في الصدور، وتقليص مدة ظهورها إلى أقل من ستة أشهر، خاصة أن النشر الإلكتروني يتطلب السرعة والتحيين باستمرار، لكن مع الحفاظ على الطابع الأكاديمي والبحث الجاد والمتميز، لأن هذا هو الذي خلق للمجلة سمعة طيبة في الأوساط الأكاديمية المغربية والعربية. وأكد عبد الحي المودن، في تصريح ل"المغربية" أن موقع المجلة الإلكتروني يلقى إقبالا من طرف الأوساط الأكاديمية، وأنه رغم رقم 350 ألف زائر، الذي بلغه الموقع، فهو يظل محدودا بالنظر إلى القراء المحتملين وغير المحدودين في العالم الافتراضي، واعتبر مساهمة المجلة الالكترونية "رباط الكتب" متواضعة جدا، لكنها مشجعة لمواصلة الأهداف، التي رسمتها هيئة تحرير المجلة منذ البداية، وهي التعريف بعدد من الكتب والإصدارات، والإسهام في خلق نقاشات حولها، انطلاقا من تصورات لباحثين ومثقفين مغاربة، وهذا برأيه أمر ضروري يخدم الكتاب والنقاش العمومي في المغرب. وحول التفكير في إصدار مجلة ورقية بالموازاة مع المجلة الإلكترونية، صرح المودن أنه كان حاضرا لديهم لكن قلة الإمكانيات، وعدم استجابة الجهات، التي راسلوها في الأمر، ومن بينها وزارة الثقافة، جعلتهم يقتصرون على النشر الإلكتروني، وإصدار بعض الأعداد الورقية في صيغة كتب لبعض الندوات، كندوة "الإصلاح والسنة"، التي نظمتها المجلة للمفكر عبد الله العروي، مشيرا إلى أن أهمية المجلة الإلكترونية تكمن في كونها تخلق قراء كثرا بموارد محدودة. وأوضح المودن أن "غياب الدعم لن يوقفنا عن مواصلة مشروعنا الثقافي، ونتمنى أن نجد الدعم الكافي لننقل أنشطتنا خارج الرباط، ونبحث عن قراء جدد، ونفكر في كيفية اختيار بعض الكتب الضرورية للتفكير، ونوزع هذه الكتب على عدد من القراء بالمجان". وهو الشيء الذي أكده كل الحاضرين في اللقاء التواصلي والاحتفائي بالعدد العاشر من المجلة، وعلى رأسهم عبد الرحيم بنحادة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، الذي عبر عن دعمه اللامشروط للمجلة، والكاتب محمد المصباحي، الذي نوه بالطابع الديمقراطي للمجلة، التي لا تتحيز لهذا المجال المعرفي دون ذاك، بل تقدم جميع الإنتاجات المغربية، والعربية، والأجنبية، على السواء، حتى تضع القارئ المغربي في الأفق الثقافي العالمي. للإشارة فمجلة "رباط الكتب"، مجلة متخصصة في الكتاب وقضاياه، خرجت من رحم مركز تواصل الثقافات، الذي أسسه الكاتب عبد الحي المودن وزوجته سنة 1995، بهدف التعريف بالثقافة والفنون بالمغرب، لفئة معينة من السياح، باتت تبحث عن الوجه الثقافي والفكري والتراثي للمغرب، لا عن الوجه السياحي والفولكلوري، صدر أول عدد منها في خريف 2007، وعددها العاشر في ماي 2011، تتوزع أبوابها على تقديم قراءات في الكتب، وحوارات مع أكبر الكتاب والمثقفين، وتقديم تقارير، وملفات، ومحاضرات، وتعريف بأمهات الكتب، إلى جانب قراءات في الأرشيف النادر. يشرف على المجلة كل من الكاتبين عبد الأحد السبتي، وعبد الحي المودن، وتضم هيئة تحريرها الباحثين: أحمد أبو حسن، ومحمد حبيدة، وسعيد الحنصالي، وعبد الحفيظ الطبايلي، ولطفي بوشنتوف، ومحمد زرنين، ومحمد إذ علي، وحورية الخمليشي. وتتولى مهمة الإعداد الإلكتروني للمجلة الباحثة رجاء عنقود.