أجمعت الجماهير المغربية على أن الناخب الوطني، إيريك غيريتس، كان موفقا في اختياراته، سواء على مستوى العنصر البشري، أو الأسلوب التكتيكي، في القمة المغاربية، التي جمعت أسود الأطلس بالمنتخب الجزائري، مساء أول أمس السبت، بالملعب الدولي الجديد في مراكش.. ت:سوري ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. واعترف الجميع بأن المهاجم أسامة السعيدي استحق الرسمية في التشكيلة الأساسية، وأنه كان عند حسن ظن غيريتس، الذي أخرس الألسنة، التي كانت تردد أنه أخطأ، عندما فضل السعيدي على عادل تاعرابت، الذي غادر المعسكر الوطني لرفضه الجلوس على كراسي الاحتياطيين. واغتنمت جماهير ملعب مراكش الفرصة، ووجهت انتقادات لاذعة لتاعرابت، معتبرة أن تصرفه غير مسؤول، وأنه لا يستحق الانتماء إلى أسرة أسود الأطلس، بالمقابل، حظي المهاجم المهدي كارسيلا بتعاطف من طرف الجميع، بعدما لاحظت فئة من الجمهور وجوده في المدرجات الرسمية، ورددت اسمه، علما أنه كان وصل الخميس الماضي إلى مدينة مراكش، وتناول وجبة الغذاء مع زملائه، كما حرص على البقاء مع اللاعبين للرفع من معنوياتهم. من جهة أخرى، كان المدرب الجزائري، عبد الحق بنشيخة، أول ضحية بعد الهزيمة الثقيلة (0-4)، أمام أسود الأطلس، إذ أعلن استقالته مباشرة من مدينة مراكش، وحظي بنصيب وافر من الانتقاد، سواء من طرف المحللين بالقنوات التلفزية، أو في التغطية الإعلامية للمباراة، من طرف مختلف الجرائد الجزائرية، الصادرة أمس الأحد. ولم يكشف بنشيخة عن أسباب الاستقالة، غير أن بعض المصادر أكدت أنه فوجئ كثيرا للأداء المتواضع لفريقه، كما أنه لم يجد مبررا للخسارة، وبالتالي، فضل الخروج من الباب الصغير، رغم أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم مكنه من جميع الظروف المواتية للتحضير للمباراة، واستجاب لطلبه بإقامة معسكر تدريبي في مركز رياضي بمدينة مورسيا الإسبانية. على صعيد آخر، تفننت الصحافة العالمية في الإشادة بالإنجاز الكبير لأسود الأطلس، وقالت صحيفة "ليكيب" الفرنسية المتخصصة إن أسود الأطلس "صعقوا" ضيفهم الجزائري، وأن نتيجة المباراة كانت بمثابة درس حقيقي لزملاء العميد حسن يبدة. وأضافت "ليكيب" أن عناصر المنتخب المغربي تجاهلت خسارة مباراة الذهاب بعنابة (0-1)، وتغلبت على عائق غياب عدد من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابات، كما أنها طوت بسرعة ملف عادل تاعرابت، وقدمت مباراة كبيرة بكل المقاييس، كان نجومها المهدي بنعطية (د 26)، ومروان الشماخ (د 38)، ويوسف حجي (د 60)، وأسامة السعيدي (د 68)، الذين أحرزوا الأهداف الأربعة. أما صحيفة "7 على 7" البلجيكية، فذكرت أن المنتخب المغربي أذل نظيره الجزائري، وسحقه بأربعة أهداف دون رد، في مباراة كبيرة، دارت أمام حوالي 50 ألف متفرج، صنعوا الفرجة في مدرجات ملعب مراكش. وكانت الجماهير المغربية خرجت إلى الشوارع والساحات العمومية بمختلف المدن المغربية، للتعبير عن فرحتها بهذا الفوز العريض، وجابت المئات من السيارات شارع لاكورنيش بمدينة الدارالبيضاء، كما نظم المئات من الشباب مسيرة في شارع إدريس الحارثي، المعروف ب "شارع الشجر"، حملوا خلالها علما وطنيا كبيرا، ورددوا النشيد الوطني المغربي، كما أشادوا بأداء أسود الأطلس، وبقيمة المدرب إيريك غيريتس. واستمرت الاحتفالات إلى ساعات متأخرة من الليل. وفي تعليقه على نتيجة الفوز، قال إيريك غيريتس "حققنا فوزا مستحقا، وبجدارة كبيرة، لأننا كنا الأفضل في الميدان"، مضيفا، في رده على موضوع عادل تاعرابت، أن لاعب نادي كوينز بارك رانجرز "لا يستحق حمل القميص الوطني". أما عبد الحق بنشيخة فقال "كمشجع جزائري، قبل أن أكون مدربا، أنا متأثر، مثل أفراد عائلتي وأطفالي".