لم يجر التوصل بعد إلى اتفاق هدنة في صنعاء بين القوات الموالية للرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، والموالين للزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر, حسبما أفادت مصادر من الطرفين أمس الأحد. شوارع صنعاء كما بدت أول أمس بعد الاقتتال بين قوات موالية وأخرى متمردة (أ ف ب) وذكرت المصادر أن الوساطة مستمرة لكن الاتفاق، الذي كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الصباح، تعثر مع تشدد المواقف من قبل الطرفين, ولكن دون تسجيل تجدد في العنف حتى الآن بعد أن أسفرت المعارك، التي انطلقت، الاثنين الماضي،عن مقتل العشرات من الطرفين وبين المدنيين. وأشار مصدر من الوساطة القبلية إلى أن اجتماعا يعقد في مبنى وزارة الإدارة المحلية، الذي يسيطر عليه المسلحون القبليون لبحث "الضمانات"، التي يطالب بها آل الأحمر. وقال مصدر من مكتب الشيخ صادق الأحمر، إن معسكر آل الأحمر "يريد ضمانات". وأوضح أن "الاتفاق غير كامل, ويجب أن يكون هناك ضمانات لعدم استخدام المباني، التي تسلم كثكنات عسكرية". من جهتها, أكدت مصادر مقربة من الرئاسة أن أوساط الرئيس "تشدد على ضرورة تسليم المباني وتسليم السلاح للدولة". كما أكد أحمد الصوفي، مستشار صالح، لقناة العربية أن "لا اتفاق" حتى الآن مع الأحمر ويجب أن يسلم أنصاره "السلاح للدولة". وكان أحد الوسطاء أعلن أن الوساطة نجحت في التوصل إلى اتفاق على سحب العناصر المسلحة من حي الحصبة في صنعاء حيث دارت المواجهات العنيفة. وقال الوسيط لفرانس برس إنه بموجب هذا الاتفاق، الذي كان يفترض أن يدخل حيز التطبيق أمس الأحد, فان أنصار زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر"سينسحبون من المباني العامة"، التي يسيطرون عليها تمهيدا "لتسليمها للوساطة" القبلية. وأسفرت المعارك حول منزل الأحمر الواقع في حي الحصبة عن 68 قتيلا على الأقل في ثلاثة أيام قبل أن تتراجع وتيرتها وتتوقف، الجمعة المنصرم، بناء على وقف إطلاق نار أعلن عنه الأحمر. من جهة أخرى، استولى مسلحون ينتمون إلى تنظيم القاعدة على مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن، حسبما أفاد موقع إخباري يمني على شبكة الإنترنت. ونقل موقع (يمن أوبزرفر) عن مسؤول أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، القول إن عناصر مسلحة تنتمي إلى تنظيم (القاعدة في جزيرة العرب) استولت على مدينة زنجبار. وأوضح أن المسلحين سيطروا، الجمعة المنصرم، على منشآت حكومية ومعظم الأحياء في المدينة، التي تبعد مسافة 400 كيلومتر شرق العاصمة اليمنية صنعاء و80 كيلومترا شرق ميناء عدن جنوب اليمن. وأضاف المسؤول الأمني إن تنظيم القاعدة سيطر على المحافظة والمقار الأمنية وبعض المقار الرئيسية الأخرى. وأشار إلى أن محافظ أبين، أحمد الميسري، محاصر داخل مقر إقامته خارج زنجبار.