أكد الحسن مهراوي، الناطق الرسمي باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا، أن سكان المخيمات في تندوف، جنوبالجزائر، يعيشون لحظات مأساوية غير مسبوقة، لحسن مهراوي الناطق الرسمي باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية في أوروبا مشيرا إلى أن كافة سكان المخيمات باتوا يدركون أن قيادة بوليساريو عاجزة وفاشلة عن إيجاد مخرج لمشاكلهم، بسبب خضوعها المطلق لأوامر النظام الجزائري. ويشير الباحث الأكاديمي ، في اتصال أجرته معه "المغربية"، أول أمس الخميس، من باريس، إلى أن سكان المخيمات باتوا ينتظرون تدخلا دوليا للضغط على الجزائر وجبهة البوليساريو من أجل الانخراط بجدية في مقترح الحكم الذاتي، خلال المفاوضات المقبلة، لوضع حد لهذا النزاع. * يشعر سكان المخيمات، في الظروف الراهنة، بأنهم ساروا في طريق مسدود، فقيادة البوليساريو مرهونة بموقف النظام الجزائري، الذي لا يريد حلا لقضية الصحراء، وجزء من ميليشيات البوليساريو منخرط في تهريب البشر والمخدرات والأسلحة، وجزء آخر التحق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فيما آخرون التحقوا بكتائب القذافي، إضافة إلى تأزم الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية لكافة الصحراويين هناك، هل من مخرج لسكان المخيمات؟ - للإجابة عن سؤالكم يجب القيام بتحليل موضوعي وجوهري لواقع جبهة البوليساريو وسكان المخيمات، حتى يتسنى لنا استشراف المستقبل، فالحياة الصعبة أصلا لسكان المخيمات بالحمادة جنوبالجزائر، تزداد تأزما وتعقيدا يوما بعد يوم، فمستقبلها أضحى يسوده الكثير من الضبابية والغموض، بعدما تبين لها انعدام الإرادة السيادية لدى قيادتها للانخراط بجدية مع المغرب لإيجاد حل سياسي توافقي، لإنهاء هذا المشكل وتمكينها من وضع حد لمعاناتها والفرح بالعودة إلى أرض الوطن. وزاد السكان بعد ثبوت أن قيادة بوليساريو قيادة فاشلة لا تملك استقلالية القرار، وأن هذه الأخيرة، وبدعم من الاستخبارات الجزائرية، صاحبة القرار، صادرت حقوق الصحراويين ونصبت نفسها، منذ 35 سنة الممثل الوحيد والأوحد لهم، فأضحوا اليوم أول ضحايا هذه القيادة، التي لجأت لبسط إدارتها إلى شتى أنواع القمع وانتهاكات حقوق الإنسان، واستغلال النفوذ للاغتناء بتحويل المساعدات الدولية وبيعها في الأسواق الجهوية وممارستها شتى أنواع التمييز القبلي والعرقي. وصل هذا الاحتقان إلى المليشيات المتمركزة خارج المخيمات، فمنها من انخرط في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومنها من انخرط في شبكات تهريب البشر والمخدرات والأسلحة، كما أشارت إلى ذلك العديد من التقارير الدولية إضافة إلى انخراطها إلى جانب كتائب القذافي ضد شعبه. إضافة إلى هذه المعطيات، هناك الجمود المغاربي المتمثل في إغلاق الحدود المغربية الجزائرية، وعدم التنسيق الأمني بين البلدين يمكن أن تكون له انعكاسات وخيمة ليس فقط على الوضع الميداني في المخيمات، بل حتى على استقرار وأمن هذه المنطقة، وجوارها الأورو أفريقي، إذا لم تتضافر الجهود الدولية لتدارك الموقف والضغط على الجزائر وبوليساريو للانخراط بسرعة وبجدية في المباحثات المقبلة لإيجاد حل لهذا المشكل الجهوي الذي طال أمده. * أخيرا، سقطت أكذوبة "بوليساريو الممثل الوحيد للصحراويين"، فيما المغرب يحصد المزيد من الدعم العربي والدولي للإصلاحات الديمقراطية، التي ينفذها، مسجلا حالة متميزة واستثنائية في العالم العربي، كيف يمكن استثمار هذه الأوراق لدعم الموقف المغربي بإقرار حكم ذاتي في الصحراء وتجاوز حالة الجمود التي يتسبب فيها الموقف الجزائري؟ - أتفق معكم على أن كل هذه المعطيات إيجابية جدا بالنسبة لقضية وحدتنا الترابية، إذ يلزم استغلالها بالشكل الأمثل، لكن هناك معطى جد إيجابي آخر وهو دعم الصحراويين، سواء في المخيمات أو في الأقاليم الجنوبية للمملكة لمقترح الحكم الذاتي، وهو دعم يجب الإشادة به والتذكير به. فاستغلال كل هذه المعطيات والتسويق لها بالشكل الأنجع داخليا وخارجيا، ومواصلة وتكثيف الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي انخرط فيها المغرب، منذ أواخر التسعينيات، والتي أبانت اليوم عن نجاعتها في هذه الظرفية التاريخية الحاسمة، التي يجتازها العالم العربي، ستمكن المغرب لا محال من المضي قدما نحو المزيد من التقدم واكتساب المزيد من الاحترام والدعم الدوليين.