دعا الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الموالين للزعيم القبلي، الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، إلى وقف أعمال العنف، أول أمس الثلاثاء، بعد استهداف القوات اليمنية لمنزل الزعيم القبلي بقذائف المدفعية الثقيلة، في مواجهات سقط فيها 41 قتيلاً. معارك دامية جرت بين القوات الحكومية وعناصر تابعة لزعيم قبيلة (أ ف ب) ودعا صالح أولاد الشيخ الأحمر إلى وقف اعتداءاتهم على أفراد الأمن والانسحاب من المباني والمنشآت العامة، التي قاموا بمهاجمتها والسيطرة عليها. وحمل الأحمر، في بيان صادر عنه، الرئيس اليمني بتفجير الوضع في منطقة الحصبة، بعد أن قام، ومنذ عدة أسابيع، باستحداثات عسكرية وحشد مجاميع مسلحة في عدة أماكن قريبة من منزل الشيخ عبد الله بن حسين. وقال مسؤول بارز في مكتب الأحمر إن صالح يترجم تهديداته بأن اليمن يوشك الدخول في حرب أهلية إلى أفعال، مؤكداً أن "قبائل اليمن ستنضم إلى مناهضي صالح". ووفقاً لمصدر من وزارة الداخلية اليمنية والناطق باسم الحكومة، فإن 14 جندياً وعشرة مدنيين قتلوا في عنف. وكانت الاشتباكات تجددت، أول أمس الثلاثاء، قرب منزل شيخ شيوخ قبيلة "حاشد"، الشيخ صادق الأحمر، حيث استهدفت القوات الموالية للرئيس اليمني منزل الزعيم القبلي بقذائف المدفعية الثقيلة، كما شوهدت مروحيات تابعة للجيش اليمني تحلق في الأجواء فوق منزل الشيخ الأحمر. تأتي هذه الاشتباكات بعد يوم من مواجهات عنيفة بين المسلحين القبليين والقوات الحكومية، أسفرت عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، كما سيطر المسلحون على عدد من المباني الحكومية في صنعاء، من بينها وزارة التجارة والصناعة، كما هاجموا مقر وزارة الداخلية. كما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" بتدمير ثلاثة طوابق من مبنى الوكالة، كما دُمرت شبكتها التقنية، جراء إطلاق نار كثيف على المبنى، بمختلف أنواع الأسلحة من قبل عناصر مسلحة تابعة لأولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر. وذكرت "سبأ" أن المهاجمين استخدموا الأسلحة الرشاشة، وقذائف "أر بي جي"، وصورايخ "لاو"، مشيرة إلى أن إطلاق النار على مبنى الوكالة استمر من الثانية بعد الظهر، حتى السابعة من مساء الاثنين المنصرم، وقالت إن اثنين من صحافييها أُصيبا نتيجة القصف. وحمّلت وزارة الداخلية "أولاد الأحمر" مسؤولية المواجهات المسلحة، التي تشهدها العاصمة اليمنية، مشيرةً إلى قيام من وصفتهم ب"عصابة مسلحة"، بمهاجمة إحدى الدوريات التابعة للشرطة، ما أدى إلى "استشهاد" أحد الجنود، وإصابة خمسة آخرين. وقال مسؤول أمني إن المسلحين قاموا، بعد ذلك، بمهاجمة كل من مدرسة "الرماح"، وقسم الشرطة ب"الحصبة"، ومعهد الإرشاد والتوجيه، ومبنى وزارة الصناعة والتجارة، ومبنى الخطوط الجوية اليمنية، حيث أطلقوا عدداً من القذائف باتجاه الدور الخاص بمكاتب طيران "السعيدة"، ما أدى إلى احتراق تلك المكاتب. وعلى صعيد الاحتجاجات في ساحة التغيير بوسط صنعاء، قال شهود عيان إن الجنود المنشقين عن الجيش يعملون على حراسة المحتجين المعتصمين في الساحة منذ أكثر من شهرين، للمطالبة بتنحي صالح بعد ثلاثة عقود في السلطة. وكان المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي أعلن تعليق مبادرتهم لحل الأزمة اليمنية وتتضمن نقلا سلميا للسلطة.