وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله , القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية ,أول أمس السبت , "الأمر اليومي" للقوات المسلحة الملكية وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيسها. وفي ما يلي نص الأمر اليومي : " الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه معشر الضباط وضباط الصف والجنود , ها نحن اليوم نحتفل بالذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس القوات المسلحة الملكية, بعد عقود من البناء والعطاء والتضحية من رجال أوفياء مخلصين صدقوا الله ما عاهدوا عليه وبذلوا الغالي والنفيس لرفعة بلدنا المغرب وإعلاء شأنه وحماية مواطنيه ومقدساته ومكتسباته. وبصفة جلالتنا القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية , فإننا نوجه لجنودنا البواسل التحية والتقدير لإخلاصهم المتين وتفانيهم في أداء المهام المنوطة بهم. ووفاء لواجب الذكرى نستحضر كل سنة في مثل هذا اليوم البشارة التي أضاءت فجر استقلال بلدنا حينما أعلن جدنا جلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه قراره التاريخي بتأسيس القوات المسلحة الملكية كأول مظهر من مظاهر السيادة الوطنية مسندا مهمة السهر على إنشائها وتكوينها وتجهيزها وتطويرها لوالدنا جلالة المك الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته, حتى أصبحت هذه المؤسسة مدرسة للوطنية والإخلاص والوفاء والتضحية, تنافح عن المثل العليا والقيم المقدسة بكل ما آتاها الله من فضائل الشجاعة والحزم والعزم والوفاء. وسيرا على هذه السنن الحميدة لم نذخر جهدا منذ اعتلائنا عرش أسلافنا المنعمين في جعل قواتنا المسلحة الملكية قادرة على مواكبة التطورات في إطار رؤية تحديثية مندمجة تهدف تعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية وتوفير الوسائل اللازمة لذلك وتطوير برامج التكوين والتأهيل من أجل اكتساب الخبرات والمهارات والتقنيات المتقدمة, وذلك تماشيا مع ضرورات التكيف المتسارعة, مجددين حرصنا وسعينا الدائمين لضمان تطورها وجاهزيتها حتى تواكب باستمرار كل المتغيرات. معشر الضباط وضباط الصف والجنود, إن ذكرى14 ماي من كل سنة مناسبة متجددة نستحضر من خلالها أعمال ومنجزات القوات المسلحة الملكية خلال السنة المنصرمة, وفي هذا الصدد يحق لنا أن نتوقف بكل فخر واعتزاز عند أولى الثوابت , ألا وهي الدفاع عن حوزة الوطن ومكتسباته منوهين بالدور الذي يقوم به جنودنا البواسل المرابطون بأقاليمنا الجنوبية بكل تفان ويقظة ونكران للذات واستعداد دائم للتضحية بالغالي والنفيس في صمود راسخ ضد كل ما من شأنه استهداف وحدتنا الترابية وسيادتنا الوطنية. كما ننوه أيضا بما تقوم به القوات المسلحة الملكية بكل مكوناتها البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي , داخل الوطن وخارجه من أعمال اجتماعية جليلة, تمثلت على الخصوص في النشر الوقائي لوحدات متنقلة متعددة الاختصاصات للإسعاف في مختلف المناطق, تحسبا للظروف المناخية القاسية . كما أصدرنا أوامرنا السامية كذلك لنشر المستشفيات العسكرية الميدانية, حرصا من جلالتنا على تقديم الرعاية الطبية لرعايانا الأوفياء وفك العزلة عن المناطق النائية . وعلى الصعيد الدولي, لا يفوتنا أن ننوه بكل اعتزاز بالدور الإنساني الذي تضطلع به القوات المسلحة الملكية خارج الوطن, كلما دعت الضرورة إلى ذلك إسهاما منها في التخفيف من المعاناة, ضمن بعثات طبية وتقنية إلى بعض البلدان الشقيقة والصديقة أو عبر تسيير رحلات جوية لإجلاء رعايانا الأوفياء من بعض المناطق التي تعرف أزمات أو اضطرابات.