تحتفل القوات المسلحة الملكية، اليوم السبت، بالذكرى 55 لتأسيسها، وهي مناسبة لاستحضار القيم العليا والشيم النبيلة وروح التفاني في الدفاع عن حوزة الوطن ومقدساته، التي يتحلى بها أفراد هذه المؤسسة الوطنية. القوات المسلحة الملكية رمز للسيادة الوطنية ودرع للأمة (خاص) وشكل تأسيس القوات المسلحة الملكية (في 14 ماي 1956)، التي حملت على عاتقها مهمة الدفاع عن مقومات الأمة المغربية، محطة تاريخية بارزة في بناء الدولة المغربية الحديثة. فقد كلف جلالة المغفور له محمد الخامس، منذ بزوغ فجر الاستقلال، ولي عهده آنذاك جلالة المغفور له الحسن الثاني، بتشكيل النواة الأولى للقوات المسلحة الملكية، التي ظلت، منذ ذلك الحين، واحدة من أهم المؤسسات، التي واكبت بناء الدولة المغربية الحديثة وتطورها، كما شكلت درعا واقيا لها ضد كل عدوان خارجي، وأداة أمن وإغاثة، حيث ساهمت بمهنية عالية في مساندة المتضررين جراء الظروف المناخية الصعبة، والكوارث الطبيعية، التي عرفتها بعض المناطق المغربية، ووفرت لهم المساعدة الطبية والوسائل والإمكانات اللازمة. وهكذا برهنت، خلال زلزال أكادير سنة 1960، وعملية تافيلالت سنة 1956، وزلزال الحسيمة وضواحيها في فبراير 2004، وفيضانات بعض المناطق بالمملكة، عن قدرة لوجستية وتنظيمية كبيرة ساعدت على تقديم كل أنواع الإغاثة والدعم للمنكوبين، فضلا عن التعاون والتجاوب مع جميع المصالح والمؤسسات المعنية في هذا المجال. كما ساهمت القوات المسلحة الملكية، في إطار انخراطها في العمل الإنساني، وبتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، في تقديم يد العون لسكان المناطق النائية. كما تحظى القوات المسلحة الملكية بمكانة متميزة على الصعيد الإفريقي والعربي والدولي، منذ إيفاد أول تجريدة مغربية إلى الكونغو سنة 1960، مرورا بالجولان وسيناء خلال الحرب العربية الإسرائيلية، وعملها في البوسنة وكوسوفو، وصولا إلى مشاركتها في العمليات الإنسانية بالكونغو الديمقراطية، والكوت ديفوار، وهايتي. وفي سياق مبادراتها الإنسانية، أقامت القوات المسلحة الملكية، أخيرا، بمخيم اللاجئين بمنطقة رأس جدير، على الحدود التونسية الليبية، مستشفى ميدانيا عسكريا متعدد الاختصاصات، يضم 42 طبيبا و44 من أطر التمريض، ووفر 27880 خدمة طبية، لفائدة أكثر من 18 ألفا من المرضى اللاجئين من مختلف الجنسيات. وعلى المستوى العلمي والأكاديمي، وحفاظا على ملاحمها التاريخية، جرى إحداث اللجنة المغربية للتاريخ العسكري (ماي 2000)، للاضطلاع بحماية التراث العسكري وتطوير البحث العلمي في هذا المجال. ولقد رسخت القوات المسلحة الملكية، في الحرب كما في السلم، من خلال التضحيات التي تبذلها والأعمال المحمودة التي تقوم بها خدمة للوطن، اسمها في ذاكرة الشعب المغربي، الذي يخلد باعتزاز كبير الذكرى 54 لميلاد هذه المؤسسة، التي باتت رمزا للسيادة الوطنية ودرعا للأمة.