"نطالب برحيل الرئيس ومن معه"، بهذا الشعار طالبت حركة 11 ماي، المشكلة من مجموعة من رؤساء العصب الجهوية والجمعيات والأندية المنضوية تحت لواء الجامعة الملكية المغربية لرياضة التايكواندو، برحيل الرئيس محمد السعدي المنجرة. وجاء طلب "حركة 11 ماي" من خلال تنظيمها وقفتين احتجاجيتين، يومي الأربعاء والخميس، أمام مقر مديرية الرياضات بالرباط، التابع لوزارة الشباب والرياضة، لبروز مشاكل وانشقاقات على المستوى الإداري والتنظيمي للجامعة، كما طالبت بعقد جمع عام عاد في أقرب الآجال، لأن الجامعة لم تحترم النصوص القانونية في انعقاد الجمع، رغم أنه مر على انتخاب الرئيس أكثر من سنة ونصف السنة. ولم تكتف "حركة 11 ماي" بذلك، بل طالبت برحيل عدد من أعضاء المكتب المسير للجامعة، معتبرة إياهم أصل البلاء، ويتعلق الأمر بمحمد الطهراوي، الإطار التقني بالجامعة، ومحمد نسيم، الكاتب العام للجامعة، وهشام العلوي، أمين المال، وعبد اللطيف العباسي، المدير الإداري. وفي أول رد فعل للجامعة، التي كانت تعيش على إيقاع التتويج، حين عاد وفد المنتخب المغربي للتايكواندو من مشاركته في الدورة العشرين من بطولة العالم، التي اختتمت الجمعة الماضي في مدينة غيونغجو الكورية الجنوبية، باحتلاله المركزين السابع على مستوى الإناث، و26 على مستوى الذكور في الترتيب العام حسب النقاط، عمدت إلى بعث ثلاثة أشخاص للتفاوض مع المحتجين، قصد إنهاء حالة العصيان، والدخول مع الجامعة في مفاوضات لإيجاد حل سريع لكافة المشاكل العالقة، ويتعلق الأمر بمحمد أكناو، نائب الكاتب العام، ومحمد ميخوض، نائب أمين المال، وعبقاري اليوسفي، نائب رئيس الجامعة، إلا أن "حركة 11 ماي" رفضت، مبدئيا، الدخول في مفاوضات مع الجامعة. وقال عبد الحق مجاهد، رئيس حركة "11 ماي"، إن تشكيل الحركة جاء في وقت بات الوضع التسييري لجامعة التايكواندو في مرحلة صعبة، بفعل غياب أي برنامج واضح المعالم، مضيفا "المطلب الرئيسي للحركة هو رحيل الرئيس كشرط أول، وانعقاد جمع عام في أقرب وقت لتصحيح ما يمكن تصحيحه، وإبعاد بعض أعضاء المكتب المسير، الذين يستغلون ضعف خبرة وتجربة الرئيس في المجال الرياضي". وأكد مجاهد، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، أن "حركة 11 ماي" حددت مطالبها بصورة واضحة، ولن تتنازل عنها، وستظل تنظم وقفات احتجاجية بشكل أسبوعي (كل أربعاء)، وهناك احتمال رفع سقف الاحتجاجات في حال ما إذا ظلت الجامعة متعنتة في مواقفها، وعمد فتح قنوات التواصل مع كافة شركائها. من جهته، أبرز المعطي الركيزة، رئيس عصبة الشمال الغربي، أن التسيير بالجامعة يشوبه عدد من الثغرات، المستمدة أساسا من ضعف تجربة وخبرة الرئيس، مضيفا أنه آن الأوان لإعادة الجامعة إلى سكتها الصحيحة من خلال "رحيل" الرئيس. وأضاف المعطي الركيزة، الذي كان ضمن الإدارة التقنية للجامعة، قبل أن يعلن انسحابه منها، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، أن "داخل الجامعة يقع عدد من المغالطات على المستوى التسييري والتقني، ولا يمكن بتاتا السكوت على ذلك بعد الآن، وبالتالي لا بد من إحداث تغييرات جادة بالمكتب المسير للجامعة ككل". وكان محمد السعدي المنجرة انتخب بالأغلبية رئيسا جديدا للجامعة الملكية المغربية للتايكواندو، لمدة أربع سنوات، خلفا لإدريس الهلالي، المنتهية ولايته، خلال الجمع العام العادي للجامعة، الذي انعقد في منتصف فبراير 2010، بقاعة علال الفاسي بالرباط. وفاز المنجرة على منافسه الوحيد عزيز الإسماعيلي في التصويت العلني، بعد انسحاب باقي المرشحين. وسبق لمحمد السعدي المنجرة، رئيس الجامعة الملكية المغربية لرياضة التايكواندو، أن قال، في تصريح ل"المغربية"، إنه تفاجأ بالفراغ الكبير داخل الجامعة، "أكيد أن العهد السابق به عدد من النقاط السلبية، وكذلك الإيجابية، وسنتعامل مع الفراغ من خلال التزامنا بالتوقيع على عقد أهداف مع وزارة الشباب والرياضة للفترة ما بين 2010 – 2012، وهذا دليل على إمكاناتنا، وطاقاتنا، التي سنضعها رهن إشارة رياضة التايكواندو، قصد أن تصبح ضمن الرياضات الأولى بالمغرب، خلال الثماني سنوات المقبلة".