أفاد التلفزيون المصري، أمس الأحد، أن ضحايا حادث الاشتباكات، التي اندلعت مساء أول أمس السبت، بين أقباط ومسلمين اقتحموا كنيسة "مارمينا" بمنطقة أمبابة الشعبية بالقاهرة ارتفعت إلى 9 قتلى و144 جريحا. رجال الإطفاء يخمدون الحريق في كنيسة بعد اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين بالقاهرة (أ ف ب) وكانت هذه الاشتباكات اندلعت بين الطائفتين على خلفية مطالبة مسلمين بإطلاق سراح مسيحية اعتقدوا أنها محتجزة بالكنيسة، بعد أن أشهرت إسلامها وهو ما تنفيه الكنيسة. وأعقب هذه الاشتباكات قيام مسلمين محسوبين على التيار السلفي بإضرام النيران في الكنيسة ما تسبب في احتراقها. وقال عضو في المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، ليلة السبت الأحد الماضيين، إن القانون سيطبق بصرامة على مثيري الاضطرابات، التي وقعت في منطقة أمبابة الشعبية في القاهرة. وأكد لواء في المجلس العسكري طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لقناة (اون تي في) المصرية الخاصة أن "كل من هو موجود في الشارع سيعامل على أنه بلطجي" مضيفا "سيجري تفعيل القانون اعتبارا من هذه اللحظة". وتابع "لن يسمح لأي تيارات أن تطغى على مصر" في إشارة على ما يبدو إلى الحركة السلفية، التي نشطت في البلاد بعد إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي. وتحدثت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، في وقت مبكر صباح أمس الأحد، عن سقوط تسعة قتلى وأكثر من مائة جريح. وبدأت الصدامات حين هاجم مسلمون كنيسة قبطية مؤكدين أنهم يريدون تحرير امرأة مسيحية قالوا إنها محتجزة هناك بعدما أرادت اعتناق الإسلام. وقال المسؤول في الكنيسة الأب هرمينا لوكالة فرانس برس إن خمسة أقباط على الأقل قضوا حين قام "بلطجية وسلفيون بإطلاق النار علينا". وسجيت في الكنيسة جثة لفت ببطانية عليها الكتاب المقدس فيما بدت آثار دماء على أرض الكنيسة. وقام جنود موجودون في المكان بإطلاق النار في الهواء في محاولة لتفريق الجانبين. وأفاد مراسل فرانس برس أن مسلمين رشقوا مسيحيين بقنابل حارقة ما أدى إلى احتراق الدور الأول من بناية مجاورة لكنيسة مار مينا. وظل الوضع متوترا إلى الثالثة فجرا تقريبا عندما كثفت قوات الجيش انتشارها حول كنيسة مار مينا وبدأت بتحذير المتجمهرين عبر مكبرات الصوت من أن كل من سيبقى في الشارع سيطبق عليه قانون "البلطجة" وسيحاكم أمام القضاء العسكري. وأفادت الأجهزة الأمنية أنه بعد بضع ساعات من هذه الأحداث، قام مجهولون بإشعال النيران في كنيسة أخرى بمنطقة أمبابة هي كنيسة العذراء قبل أن يلوذوا بالفرار. وتمكن رجال الإطفاء والقوات المسلحة من السيطرة على الحريق ولكنه دمر كل محتويات الكنيسة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية. ودعا مفتي الديار المصرية علي جمعة إلى عدم التلاعب بأمن البلاد، مؤكدا أن أعمال العنف لا يمكن أن يرتكبها أناس ملتزمون دينيا، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. ويطالب مسلمون محسوبون على التيار السلفي بإطلاق مسيحيات متحولات للإسلام يقولون بأنه جرى نقلهن إلى أديرة وكنائس من ضمنهن زوجة قس تدعى كاميليا شحاتة وهو ما تنفيه الكنيسة باستمرار. من جهة أخرى، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أمس الأحد، إن رئيس الوزراء عصام شرف قرر تأجيل جولة خليجية كان من المقرر أن تبدأ، أمس الأحد، ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بعد مقتل وإصابة العشرات في اشتباكات الليلة الماضية بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة .