كشف مصدر مطلع ل"المغربية"، أن المتهمين الثلاثة، الذين أوقفتهم السلطات الأمنية للاشتباه في تورطهم في الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مقهى "أركانة" بمراكش، يتحدرون من مدينة آسفي، ويتعلق الأمر بالمدعوين عادل (ع)، 26 سنة، وهو المشتبه في أنه المنفذ الرئيسي للاعتداء الإرهابي، وعبد الصمد (ب)، 28 سنة، وحكيم (د)، 41 سنة. وأوضح المصدر أن المتهم الرئيسي معروف لدى مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (ديستي)، إذ سبق له أن حاول الالتحاق بمعسكرات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عبر التوجه إلى مدينة نواكشوط الموريتانية، إلا أن محاولته فشلت. وذكر المصدر أن عادل حاول الذهاب إلى عدد من بؤر التوتر، منها تركيا، وجورجيا، والشيشان، وأفغانستان، كما حاول الدخول إلى العراق، إلا أن الأمن السوري أوقفه، وأعاده إلى المغرب. وأشار المصدر إلى أن المشتبه به سعى، أيضا، إلى الذهاب إلى أوروبا، وتمكن من الدخول إلى البرتغال، إلا أنه طرد، ليعود، بعد ذلك، إلى المغرب. وأكد المصدر أنه فكر، بعد هذه المحاولات الفاشلة، في صنع قنبلة، وهو ما تمكن منه فعلا، إذ بعد أن بحث في عدد من المواقع الإلكترونية، نجح، في المرة الأولى، في صنع قنبلة صغيرة، ثم أنجز محاولة ثانية، فنجحت، وفي المرة الثالثة، تعلم كيف يتقن القنبلة ويفجرها عن بعد، في ضيعة صغيرة قرب مدينة آسفي، يملكها والده، الذي يعيش منذ 40 سنة في مدينة ليون الفرنسية. وبعد أن نجح عادل في هذه العملية، يشرح المصدر، عمد إلى اقتناء 16 كلغ من المسامير، و6 كلغ من المتفجرات، وضعها في "كوكوت" صغيرة، ثم 9 كلغ، وضعها في "كوكوت" أخرى، قبل أن يملأها بالحديد. وقبل يوم الخميس، 28 أبريل الماضي، توجه إلى مدينة مراكش، وحاول اختيار الموقع، الذي يعرف إقبالا كبيرا للسياح، وليست فيه مراقبة مشددة، فوقع اختياره على مقهى "أركانة". ويوم تنفيذ العملية، اقتنى شعرا مستعارا، وتوجه إلى ساحة جامع الفنا، وهو يحمل الحقيبة، وفوق كتفه قيثارة، ليوهم الناس أنه سائح، ثم دخل المقهى، وطلب كأس عصير برتقال، ووضع الحقيبة، ثم غادر المكان، دون أن يلفت انتباه من يعملون أو من كانوا في "أركانة". ولما اقترب من الخروج من ساحة جامع الفنا، فجر القنبلة عن بعد، بواسطة هاتف محمول، ثم سارع إلى ركوب سيارة أجرة، بعد أن تخلص من الشعر المستعار، ومن السروال، الذي كان يرتديه، وتوجه مباشرة إلى المحطة، حيث استقل حافلة متوجهة إلى مدينة آسفي. وأفاد المصدر أن عادل كان بمفرده، وأن عبد الصمد وحكيم ظلا في آسفي، مبرزا أنهما صفقا لما فعله المتهم الرئيسي، رغم أن أحدهما يعتبر أن الجهاد لا يجب أن يكون فوق تراب بلده. من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الإرهابي إلى 17 قتيلا، بعد أن لفظت فتاة سويسرية أنفاسها الأخيرة صباح أمس الجمعة. وكان بلاغ لوزارة الداخلية أكد، أمس الخميس، أن مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أنجزت تحريات دقيقة ومعمقة، مكنت المصالح الأمنية من إلقاء القبض على ثلاثة مواطنين مغاربة، بينهم المنفذ الرئيسي للعملية الإرهابية. وأضاف البلاغ أن "هذا الأخير، المتشبع بالفكر الجهادي، والذي يبدي ولاءه لتنظيم القاعدة، سبق أن قام بعدة محاولات للالتحاق ببعض بؤر التوتر، خاصة الشيشان والعراق، قبل أن يقرر القيام بعملية إرهابية داخل أرض الوطن". وأوضح البلاغ أنه، بعد تمكنه من كيفية صنع المتفجرات عبر شبكة الإنترنيت، صنع عبوتين ناسفتين متحكم فيهما عن بعد، حملهما إلى مدينة مراكش، بعد أن وقع اختياره على مقهى "أركانة"، بحكم توافد العديد من الزوار المغاربة والأجانب على هذا الفضاء العمومي، الذي دخله متنكرا في هيئة سائح. كما مكنت التحريات الأولية للمصالح الأمنية نفسها، من العثور على بقايا المواد المتفجرة، وبعض الأدوات، التي وقع التخلص منها بعد تنفيذ العمل الإرهابي. وسيقدم الأشخاص المشتبه بهم أمام العدالة، بعد إتمام البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.