كشفت مصدر مطلع أن المتهمين الثلاثة، الذين جرى إيقافهم على خلفية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقهى "أركانة" في مراكش يوم الخميس 28 أبريل الماضي، يتحدرون من مدينة آسفي. وأشارت المصدر ذاته أن المنفذ الرئيس للعملية ع.ع ( 26سنة) حاول سابقا الالتحاق بمعسكرات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبر نواكشوط الموريتانية، لكنه فشل، وهو ما صادفه أيضا أثناء محاولته الوصول إلى العراق، حيث أوقفته السلطات الأمنية السورية ورحّلته إلى المغرب.
كما حاول (ع.ع) السفر إلى أفغانستان، والشيشان، وتركيا، وجورجيا، لكنه لم ينجح في ذلك.
وأضاف المصدر أن (ع.ع) توجه لوحده إلى مدينة مراكش، وهو يرتدي شعرا مستعارا ويحمل حقيبة مليئة بالمتفجرات يصل وزنها إلى 15 كيلوغراما ، ثم دخل إلى الطابق الأول بمقهى "أركانة"، حيث طلب مشروبا، قبل أن يضع الحقيبة، ويغادر، ليفجّر المقهى عن بعد عبر الهاتف.
ووفق التحريات فقد وقعت عملية التفجير عن طريق استعمال مادة متفجرة، عبارة عن عبوة ناسفة تدخل في تركيبتها مادة "نيترات دامونيوم"، ومتفجر "تي أ تي بي".
وتسببت قوة الانفجار في إحداث ثقب ب70 سنتم، مخلفا خسائر مادية مهمة داخل وخارج المقهى، كما تم العثور على مسامير حديدية في عين المكان وفي أجسام الضحايا.
وبعد تنفيذه جريمته امتطى (ع.ع) سيارة أجرة وتوجه بعد مباشرة إلى المحطة الطرقية، عائدا إلى مسقط رأسه بآسفي، وظل مختبأ في منزله إلى حين إلقاء القبض عليه.
وكان بلاغ لوزارة الداخلية أكد، يوم الخميس 5 ماي، أن المصالح الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة مواطنين مغاربة، من بينهم المنفذ الرئيسي للعملية الإرهابية التي استهدفت مراكش والتي سقط فيها 16 قتيلا.
وذكر البلاغ أن المنفذ الرئيس تمكن من كيفية صنع المتفجرات عبر شبكة الإنترنت، حيث قام بصنع عبوتين ناسفتين متحكم فيهما عن بعد حملهما إلى مدينة مراكش بعد أن وقع اختياره على مقهى "أركانة"، بحكم توافد العديد من الزوار المغاربة والأجانب على هذا الفضاء العمومي الذي دخله متنكرا في هيئة سائح.