قال مسؤول حكومي أفغاني، أمس الثلاثاء، إن"25 مقاتلا أجنبيا من بينهم عرب وشيشان وباكستانيون قتلوا وأصيبوا على أيدي قوات الأمن الأفغانية" بعد أن عبروا الحدود من باكستان إلى شرق أفغانستان المضطرب أثناء الليل. باكستانيان يحملون نعش أحد ضحايا الغارة (أ ف ب) وأشارت وكالة "رويترز" إلى أن جمال الدين بدر حاكم إقليم نورستان الشرقي أبرز أن العملية شنت تحسبا لأي هجمات ثأرية يقوم بها مسلحون في أفغانستان، بعد مقتل زعيم "تنظيم القاعدة" أسامة بن لادن في باكستان على أيدي قوات أمريكية في وقت متأخر من مساء الأحد الأخير. وأضاف أنه "نتيجة للعملية قتل وأصيب 25 مقاتلا أجنبيا... قمنا بعملية للسيطرة على التسلل عبر الحدود". من جهة أخرى، يتوقع أن تعيش باكستان، التي تعاني أصلا من الآثار الدامية لاعتداءات طالبان حلفاء القاعدة المتهمة في واشنطن بالقيام بدور مزدوج في مكافحة الإرهاب وتواجه رأيا عاما مناهضا لواشنطن, أياما أصعب بعد مقتل أسامة بن لادن. وعلى غرار"المنطقة الحمراء" في العاصمة إسلام آباد، التي تضم المباني الحكومية و"غيتو دبلوماسي", جرى تعزيز الأمن بشكل كبير في المناطق الحساسة من المدن. ويأتي ذلك لكون طالبان باكستان، الذين بايعوا القاعدة في2007 , أعلنوا أنهم سيكثفون حملة اعتداءاتهم، التي تستهدف منذ أكثر من ثلاث سنوات, المباني العامة وقوات الأمن الباكستانية, وأيضا الغربيين والمدنيين حتى داخل المساجد. وقالت حركة طالبان باكستان "سننتقم لأسامة بن لادن بهجمات ضد الأميركيين والحكومة الباكستانية وقوات الأمن". ومنذ، أول أمس الاثنين، جرت زيادة أو تعزيز نقاط المراقبة العسكرية والأمنية الكثيرة أصلا في إسلام آباد وباقي المدن الباكستانية. وطلب أعضاء في الكونغرس الأميركي تفسير كيف تمكن بن لادن من العيش المرفه في مدينة أبوت آباد الراقية والمدينة الحامية القريبة من إسلام آباد دون علم أجهزة الأمن. وقال جون برينان أبرز مستشاري، باراك أوباما، لشؤون مكافحة الإرهاب بوضوح "أعتقد أنه من غير المنطقي ألا يكون بن لادن استفاد من نظام دعم في البلاد أتاح له البقاء هناك لفترة طويلة". وباكستان التي تحتج بشكل خافت على كل هجوم تنفذه طائرات أميركية دون طيار على طالبان أو القاعدة في مناطق الشمال الغربي, تواجه أغلبية كبيرة من شعبها البالغ تعداده 170 مليون نسمة, معادية للسياسات الأميركية. وفي كافة طبقات المجتمع الباكستاني هناك من يرى أن "الحرب على الإرهاب" جرى"استيرادها" من الولاياتالمتحدة بعد "فشلها" في القضاء على القاعدة وطالبان أفغانستان. وبالإضافة إلى هجمات الطائرات الأميركية دون طيار, فان العملية، التي نفذها كومندوس أميركي بمروحيات في باكستان للقضاء على بن لادن, تغذي فكرة أن الدولة والجهاز العسكري عاجزان وحتى أن البلد "تابع" لواشنطن. ويحصل كل ذلك في بلد يشهد تناميا واضحا للإسلام المتشدد ويشكل القوة العسكرية النووية الوحيدة في العالم الإسلامي. وقال لياقات بالوش نائب رئيس حزب الجماعة الإسلامية النافذ لوكالة فرانس برس "إن الحكومة والجيش عاجزان أكثر من أي وقت مضى, أمام الولاياتالمتحدة". وان لم يكن هناك إلا مئات يهتفون في كويتا جنوب البلاد"الموت لأميركا" ومشيدين ببن لادن, فإن إسلام آباد تخشى أن تمتد العدوى إلى كافة المدن الكبرى. وقال أحد قياديي تظاهرة كويتا إن "استشهاده (بن لادن) لن ينهي حركته, إن آلاف بن لادن سيولدون".